تنقل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية ”عبد القادر مساهل”، أول أمس، إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث أجرى محادثات مع وزير الشؤون الخارجية الفرنسي ”لوران فابيوس” حول الوضع في الساحل و بالخصوص في مالي، حيث حاول الطرفان تقريب وجهات النظر حول الأزمة التي تشهدها مالي لا سيما وأن الجزائر تعارض التدخل العسكري في المنطقة عكس الجانب الفرنسي. لم تقتصر محادثات مساهل، مع وزير الخارجية الفرنسي فقط بل التقى كذلك مع ”جان فيليكس باغانون” ممثل فرنسا الخاص للساحل والسيدة ”إيلان لوغال” المكلفة بإفريقيا بالخلية الدبلوماسية لرئاسة الجمهورية الفرنسية، حيث وصفت المحادثات بالمفيدة والعميقة، وكان للطرفين حسب وكالة الأنباء الجزائرية ”تقارب كبير في وجهات النظر” بشأن أهمية الحفاظ على الوحدة الترابية والوحدة الوطنية لمالي وكذا حول الخطر الذي يمثله الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان”، دون إعطاء تفاصيل حول النتيجة التي تم التوصل إليها بشأن الموقفين الرسميين من التدخل العسكري في هذا البلد ”حيث تم التأكيد خلال المحادثات على الدور المركزي” للماليين في تسوية مشاكلهم بما في ذلك التكفل بالمطالب المشروعة لسكان شمال البلاد. وأكد الطرفان أن الخيار السياسي يبقى ”لا مناص منه” في إطار ”مقاربة شاملة” مذكرين بأن القضاء على الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان بما في ذلك اللجوء إلى القوة يبقى ”الهدف المشترك” للبلدان المجاورة والاتحاد الإفريقي والمجموعة الدولية. إلا أن بالنسبة للجانب الجزائري فإن مثل هذه المحادثات تندرج في إطار الجهود التي تبذلها الجزائر مع شركائها الأمريكيين والأوربيين الأساسيين وبالتنسيق مع دول الميدان (الجزائر، مالي، النيجر وموريطانيا) من أجل تعزيز المكافحة المستدامة للإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان من جهة والبحث عن أفضل السبل من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة المالية. وتأتي زيارة مساهل أيام قليلة بعد الزيارة التي قام بها الجنرال كارتر هام القائد الأعلى لقيادة القوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم) إلى الجزائر، والتي أعلن خلالها تمسك بلاده بالحل السياسي والدبلوماسي للأزمة في شمالي مالي ورفضها للحل العسكري في الوقت الحالي مثلما تدافع عنه فرنسا. لكن الموقف الجزائري الذي شرحه مدلسي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة، نهاية الأسبوع المنصرم، لم يكن له صدى لدى الجانب الفرنسي، حيث حاول وزير الدفاع الفرنسي تجاهله بنفيه أن يكون على علم بأن الجزائر تملك أصلا موقفا رسميا إلى الآن مما يجري في مالي، سواء بدعم الحل التفاوضي أو التدخل العسكري، وأعطى انطباعا بأن ملف مالي ‘'أوروبي بالدرجة الأولى'' وأن بلاده حسمت في أمر نشر قوات عسكرية، وهي لم تأخذ الموقف الجزائري بالحسبان وأن الجزائر مطالبة بمرافقة المسعى الفرنسي المالي ودول المنطقة”.