تسعى الشركات الفرنسية الناشطة في المجال الزراعي للحصول على حصة الأسد من برنامج الاستيراد لتغطية السوق الجزائرية من الحبوب، لاسيما ما تعلق منها بالقمح اللين الذي يعاني الإنتاج الوطني العجز في تلبية الاحتياجات. وتعرض المؤسسات الفرنسية المختصة في إنتاج الحبوب، ضمن اللقاء الجزائري الفرنسي المنظم من طرف برنامج فرنسا بتصدير الحبوب ”فرانس إكسبور سيريال”، تحت رعاية السفارة الفرنسية بالجزائر مجموعة من نقاط لرفع مستوى صادرات الحبوب من إلى الجزائر، اعتمادا أساسا على مستوى الأسعار المعمول بها ونوعية المنتوج. وتندرج هذه الخطوة في إطار محاولة فرنسا لاستعادة مكانتها في الجزائر باعتبارها الممون الأول للسوق الوطنية، اثر التراجع المسجل خلال السنوات الرابعة الأخيرة لصالح مجموعة من الدول النامية، كما هو الشأن بالنسبة للصين والولايات المتحدةالأمريكية في مجال الغذاء، كنتيجة لسياسة الحكومة في تنويع مصادر الاستيراد وتغيير الوجه التاريخية، تبعا لورود عروض أفضل وبروز المشاكل الدبلوماسية بشان تمجيد الاستعمار خلال فترة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وتؤكد وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أن حجم الاستيراد سيصل هذا الموسم إلى حدود 34 مليون قنطار في مجال الحبوب فقط، سيمثل الاحتياجات الوطنية من القمح الين بالمقام الأول، لمواجهة أزمة محتملة في تأمين الاحتياجات الوطنية، من خلال استباق الوضع والشروع في برنامج الاستيراد لتفادي ارتفاع أسعار هذه المادة واسعة الاستهلاك في الأسواق العالمية. وفي هذا الشأن، أشار المدير العام للمعهد التقني للزراعات الواسعة، عمر زغوان، إلى أن اللجوء إلى الاستعانة بالاستيراد في مجال الحبوب بشكل عام ضروري، من منطلق أن الحاجة الوطنية من هذه المادة الغذائية تقدر سنويا ب81 مليون قنطار تمثل كل أنواع الحبوب بما في ذلك القمح بنوعيه الصلب واللين بالإضافة إلى الشعير والذرة، في حين بلغ متوسط الإنتاج الوطني حوالي 51 مليون هكتار، الأمر الذي يفترض أن كمية الفارق التي تمثل قيمة العجز يتم تغطيتها من خلال الاستيراد من الخارج، وذكّر بالعمليات الأولى لاستيراد كميات قليلة نسبيا لتجاوز حالة الطلب أو تفادي أزمة من شأنها التأثير سلبا على الأسعار وفتح الباب أمام المضاربين. وقال المسؤول ذاته أن توقعات وزارة الفلاحة لهذا الموسم تراوحت بين إنتاج 56 و58 مليون قنطار من الحبوب، مشيرا إلى خسارة حوالي 8 مليون قنطار بسبب العوامل المرتبطة بالمناخ على غرار الفيضانات التي ضربت بعض المناطق، إلى جانب الجفاف وكذا موجة الحرائق، معتبرا مع ذلك حملة الحصاد لهذه السنة حسنة مذكرا بالنتائج المسجلة قبل بضعة سنوات التي قال إنها لم تتجاوز 32 مليون قنطار.