الديوان الوطني للحبوب يؤكد : برنامج تموين المطاحن والمحوّلين جاري بشكل طبيعي دون أي تذبذب أكد رئيس الغرفة الفرنسية لصادرات الحبوب "فرانس اكسبور سيريال" جون بيار لونجلوا بيرتيلو، أمس الثلاثاء، أن الأزمة المالية التي تمر بها حاليا جميع الاقتصاديات الأوروبية بشكل مباشر أوغير مباشر ستكون لها تداعيات وخيمة على البنى الهياكل الإنتاجية، ومن ضمنها القطاع الفلاحي الذي تستحوذ فيه شعبة الحبوب على أكثر من 45 بالمائة من الانتاج الإجمالي للقطاع، علاوة على استمرار ظاهرة الجفاف التي ضربت مناطق الإنتاج في فرنسا وأوكرانيا للعام الثالث على التوالي، الأمر الذي قلص وبشكل محسوس من حجم الإنتاج، وبالتالي تراجع الصادرات. وقال بيرتيلوفي كلمته الافتتاحية لأشغال "اللقاءات الجزائرية الفرنسية السادسة حول الحبوب 2011" التي نظمت، أمس، بفندق الهيلتون بالعاصمة بحضور السفير الفرنسي بالجزائر كزافييي درينكورت وعدد من المصدريين الفرنسيين للحبوب والمهنيين الجزائريين في المجال، قال إن سنة 2011 كانت صعبة للغاية بالنسبة لقطاع إنتاج الحبوب، على غرار جل القطاعات الاقتصادية المنتجة، أولا لاستمرار الأزمة المالية "الديون السيادية" التي تكاد تعصف بالتكتل من أساسه واتساع رقعة الجفاف لتطال مساحات أخرى شاسعة في مناطق الإنتاج، سواء بفرنسا أو أوكرانيا وروسيا، هي البلدان التي تتصدر تباعا قائمة كبريات الدول المنتجة في أوروبا و كازاخستان خارج أوروبا الأمر الذي سيعقد من مهام الاقتصاديات التي تعتمد على استيراد هذه المادة الإستراتيجية بنسبة 100 بالمائة. واضاف بيرتيلو أن الجزائر وهي الشريك التجاري الأول لفرنسا في المجال وبعد المحاصيل القياسية التي حققتها برسم العام 2009) 61 مليون قنطار "سجلت العام الماضي 2010 تراجعا محسوسا" 45 مليون قنطار، واستمر هذا التراجع في 2011 للعام الثاني على التوالي، الأمر الذي سيدفع بها حتما بداية من السداسي الأول من العام المقبل إلى اللجوء مجددا للاستيراد لتغطية العجز ، موضحا أن التجربة الجزائرية في زراعة الحبوب التي اعتمدت خلال المخطط التنموي 2004 2009 كانت ناجعة وفعالة للغاية حيث توصلت الجزائر فعلا وبعد حوالي 40 سنة من تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب واللين دون اللجوء إلى الاستيراد. من جانب آخر، قال بيرتيلو أن شعبة إنتاج الشعير وبعد القفزة التاريخية التي حقتها في 2009 وعودتها إلى الأسواق الخارجية بتصدير أولى الشحنات إلى فرنسا عبر تونس تقهقرت مستويات الإنتاج مجددا في 2010 و2011، ورد ذلك أولا إلى أسباب بيئية وأيضا إلى ضعف "لوجيستيك" تسيير المخزون المعتمد حاليا من طرف تعاونيات الحبوب العمومية والخاصة. وفي هذا الصدد، قال فريديريك تيرنوا من النقابة الوطنية الفرنسية للتجارة الخارجية إن فرنسا مستعدة لتقديم كل العون والمساندة التقنية من أجل شراكة ثنائية نوعية في شعبة إنتاج الشعير والقمح بنوعيه ، مؤكدا أن "هيئته حريصة على دعم وتعزيز التعاون مع الشركاء الجزائريين من أجل تطوير زراعة الحبوب ونقل التكنولوجيا الكفيلة بضمان منتوج جيد ومطابق للمعايير العالمية بخصوص القوة الغذائية للقمح، مفيدا أن السوق الجزائري واعد ومهم جدا للمتعاملين الفرنسيين، خصوصا وأن الجزائر تأتي ضمن الدول الأولى عالميا من حيث استهلاك الحبوب، خصوصا القمح الصلب واللين، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة التي أعدتها المنظمة العالمية للتغذية والزراعة "فاو" إلى أن المواطن الجزائري يستهلك ما بين 200 و220 كيلوغرام من الحبوب سنويا، وهي من أعلى المعدلات عالميا. من جهته، قال جون فيليب ليج، وهو خبير في معهد العلوم الزراعية مخابر "أفاليس"، إن التربة الجزائرية هي من أجود أنواع التربة في المنطقة المغاربية والعربية عامة وهي متجددة وذات مردودية عالية لو تستغل بالشكل اللازم، موضحا أن الجزائر حاليا بحاجة إلى التكنولوجيات والتقنية الحديثة، لذلك فإن شراكات في هذا المجال ستكون ذات فوائد للجانبين. الديوان الوطني للحبوب يؤكد برنامج تموين المطاحن والمحوّلين جاري بشكل طبيعي دون أي تذبذب
قال المدير العام للديوان المهني للحبوب، نور الدين كحال، إن السوق المحلية حاليا متوازنة من حيث معروض الدقيق مع استمرار عمليات التزويد بالقمح اللين من قبل المحولين لدى الديوان الوطني للحبوب، مشيرا إلى أن أزمة تدبدب التموين خلال الشتاء والربيع الماضيين تم التحكم فيها بشكل كامل. وقال كحال إن برنامج تزويد المطاحن والمحولين يجري بشكل طبيعي دون أي تذبذب. وكانت سوق السميد والدقيق قد عرفت خلال الأشهر الأربع الأولى من العام الجاري ندرة كبيرة ومضاربة بالأسعار، خصوصا بولايات شرق البلاد، أرجعها العديد من المراقبين إلى تنامي ظاهرة التهريب على الحدود الشرقية إلى تونس وليبيا اللتان كانتا حينها في خضم اضطرابات سياسية واجتماعية عارمة.