سارعت وزارة التربية الوطنية إلى إرسال ممثليها إلى الجنوب بعد التهديد الذي أطلقه الأساتذة الذين وجدوا أنفسهم في منأى عن مختلف الامتيازات التي يحظى بها زملاؤهم في الشمال، وتعهدت لهم بالاستجابة إلى مطالبهم التي كانوا قد رفعوها، واضطروا بعد تجاهلها إلى الدخول في إضراب قيل إنه سيتجدد في حال عدم تسوية مشاكلهم. وحسب ممثل الأساتذة ببرج باجي مختار وتيمياوين، فإن الأمين العام لمديرية التربية بأدرار تنقل إلى المنطقة للوقوف على حجم المعاناة التي يضطر الأساتذة لمقاساتها في ظل النقص الفادح في أدنى ضروريات ممارسة عملهم في أحسن الظروف، واستمع إلى انشغالات الأساتذة وعمال التربية الذين فجعوا مؤخرا بمصرع ثلاثة من زملائهم بعد حادث أليم في صحراء تنزروفت، وقدم وعودا بالسعي في الأيام القليلة القادمة إلى تسوية مشاكلهم، ومنها الحرص على تمكينهم من طائرة خاصة لنقلهم إلى مقر عملهم والتي قالوا إنهم لن يتخلوا عن هذا المطلب مهما كان الثم ، كما أقدم نزولا عند طلب السكان إلى التنقل إلى منطقة تيمياوين أقصى نقطة في الجنوب الجزائري. يذكر أن أساتذة وعمال التربية ببرج باجي مختار وتيمياوين، شلوا مؤسسات التدريس، ودخلوا في إضراب شمل ثلاثة أيام ابتداء من قالوا إنها قابلة للتجديد في حال استمرار المسؤولين في “تجاهل” مطالبهم التي رفعوها قبل أسبوعين لوزارة التربية، موازاة مع مصرع ثلاثة أساتذة كانوا في طريقهم إلى مؤسساتهم، حيث اجبروا على اجتياز صحراء تنزروفت الموحشة، لذلك راسلوا وزارة التربية الوطنية لمطالبتها بضرورة تجسيد وعودها على أرض الواقع، ابتداء بتعجيل تسوية مالية لضحايا حادث تنزروفت، الذي أودى بحياة ثلاثة أساتذة كانوا في طريقهم إلى مؤسساتهم، مجازفين بذلك في حياتهم في طريق الموت التي يجتازونها خلال يوم ونصف، وأيضا ضرورة تخصيص طائرة خاصة تقلهم وتجنبهم من رعبهم المستمر في صحراء خالية. وكانوا قد تلقوا وعودا من الوزارة شأنهم في ذلك شأن كامل أساتذة الجنوب بامتيازات، خاصة الوافدين من المناطق الشمالية، حيث يعيش هؤلاء حالة مزرية بسبب عدم ضمان مساكن لهم أو أي منح ، وكانوا قد عبروا عن امتعاضهم من حرمانهم من حقهم في الترقية بحيث لم يتمتعوا بهذا الامتياز الذي من المفروض أنه أحد حقوقهم، رغم أنهم يتواجدون في مناطق يقال إن فيها ما يعرف بالخصوصية الصحراوية التي تمكنهم من امتيازات إضافية على الأقل لتجاوز الغلاء الفاحش في اقتناء المواد الغذائية.