توافد مئات المتظاهرين بعد ظهر أمس الجمعة، على ميدان التحرير وسط القاهرة للمشاركة في مظاهرة “مصر مش عزبة، مصر لكل المصريين”، التي دعت إليها قوى تيار الدولة المدنية، للمطالبة بإعادة النظر في مسودة الدستور المصري وتحقيق العدالة الاجتماعية. ووقعت اشتباكات بين أنصار رئيس الجمهورية محمد مرسى وبين عدد من المشاركين فى هذه المليونية، بعدما أطلق المتظاهرون هتافات ضد مرسي. ورفع المتظاهرون لافتات تعبر عن معارضتهم لما وصفوه “محاولات احتكار وهيمنة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي على الحياة السياسية والاقتصادية”. وتطالب المظاهرة حسب بيانات القوى المشاركة فيها بتعديل المسودة الأولى للدستور الجديد، معتبرين أنها لا تمثل كافة توجهات ومطالب المصريين، وبمحاسبة الرئيس مرسي على ما أنجزه من وعود انتخابية بعد مرور المائة يوم الأولى من توليه منصبه. كما تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية والحفاظ على الوحدة الوطنية والقصاص من قتلة، إلى جانب رفض ما وصفته ب”الاعتداء” الذي تعرض له المتظاهرون الجمعة الماضي بميدان التحرير. وأعلن المشاركون عن انطلاق مسيرات بعد الظهر من مختلف مناطق القاهرة باتجاه ميدان التحرير للتجمع هناك، قبل تنظيم مسيرتين في المساء نحو الرئاسة للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والأخرى إلى مجلس الشورى للمطالبة بتشكيل جمعية تأسيسية جديدة للدستور. وتعد هذه المظاهرة الثانية خلال ثمانية أيام التي تحشد لها القوى المعارضة للإخوان المسلمين للمطالبة بإعادة النظر في تشكيل الجمعية التأسيسية الحالية التي يهيمن عليها التيار الإسلامي وانتقاد ما تحقق من وعود الرئيس، لا سيما في مجال العدالة الاجتماعية وذلك منذ استلام محمد مرسي القيادي في تنظيم الإخوان زمام رئاسة الجمهورية في مصر في أواخر جوان الماضي. وكانت مظاهرات الجمعة الماضية التي دعا إليها نحو52 حزبا سياسيا وحركة مصرية تحت شعار “جمعة كشف الحساب” قد تخللتها اشتباكات بين المعارضين للرئيس المصري والمؤيدين له من شباب الإخوان المسلمين، ما خلف عشرات الإصابات وولد ردود فعل قوية لدى الأوساط السياسية المصرية التي حمل الكثير منها الإخوان مسؤولية هذه الأحداث.