انهارت الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ صباح أول أمس الجمعة في سوريا مع بداية عيد الأضحى، في مناطق على وقع القصف والمعارك وانفجار السيارات المفخخة، ما أدى إلى وقوع 146 قتيلا على الأقل، حسب ما أحصاه المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مركزا له. تتخطى هذه الحصيلة المائة قتيل، على غرار ما يحصل كل يوم منذ تحولت الثورة على النظام نزاعا مسلحا في الأشهر الأخيرة. وانفجرت سيارة مفخخة أمام كنيسة في مدينة دير الزور في شرق سوريا، أمس السبت، في ”اعتداء إرهابي” يمثل ”انتهاكا جديدا للهدنة” التي أعلن النظام السوري والمقاتلون المعارضون الالتزام بها، كما أفاد التلفزيون السوري الرسمي. وقال التلفزيون أن ”العصابات الإرهابية المسلحة انتهكت مجددا الهدنة بتفجيرها سيارة مفخخة أمام كنيسة السريان في دير الزور، ما أسفر عن اأرار مادية جسيمة”. وقال نشطاء في المعارضة السورية إن القصف الحكومي العنيف لمدن رئيسية تجدد أمس السبت. وقال نشطاء في مدينة دير الزور وفي ضواحي دمشق وحلب حيث يسيطر مقاتلو المعارضة على ما يقرب من نصف أكبر مدينة سورية من حيث عدد السكان، إن قذائف مورتر أطلقت على مناطق سكنية صباح اليوم. وتركزت المعارك بشكل خاص في ريف دمشق وحمص ومنطقتي ادلب ومعرة النعمان. وإضافة إلى المعارك، قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية السورية في انفجار سيارة مفخخة، الجمعة، استهدف حاجزا للجيش في مدينة درعا، كما أصيب ثمانية آخرون، وفق المرصد. كما قتل خمسة أشخاص وأصيب 32 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة أخرى في منطقة دف الشوك في جنوبدمشق، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري. وأعلن الجيش السوري، الخميس المنقضي، وقف العمليات العسكرية اعتبارا من صباح أول أمس الجمعة وحتى الاثنين، آخر أيام عيد الأضحى، محتفظا لنفسه بحق الرد في حال استمرار اعتداءات ”الجماعات المسلحة”، أو تعزيز مواقعها، أو تمرير مسلحين وسلاح عبر دول الجوار إليها. كما أعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، أبرز المجموعات المقاتلة المعارضة، الموقف نفسه، متعهدا برد قاس ”إذا أطلقت رصاصة واحدة” من القوات النظامية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، عصر الجمعة، ”انهارت الهدنة في مناطق عدة”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن ”مستوى العنف اليوم إجمالا هو أقل مما كان عليه” خلال الأسابيع والأشهر الماضية، مضيفا أن ”النظام لم يستخدم بعد الطيران الحربي في القصف”. وقبيل تسجيل هذه الخروقات الواسعة، أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، لوكالة فرانس برس، ”بحسب المؤشرات الأولية، الهدنة تطبق، ويمكن أن تؤدي إلى هدنة أطول وآلية قوات حفظ سلام من الأممالمتحدة”. وشكك رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، العميد مصطفى الشيخ، في اتصال هاتفي مع فرانس برس، في نوايا النظام، وقال: ”هذا نظام كاذب. كلما خرج الناس سيطلقون النار. لو تركوا الناس يتظاهرون أصلا، لكان النظام سقط منذ زمن. ولو كان الناس يثقون في تعهد النظام بوقف النار، لكان الشعب السوري خرج كله للتظاهر”. بالمقابل، أعلن الجيش السوري أن ”مجموعات إرهابية مسلحة” قامت ب”خروقات” لوقف إطلاق النار بالاعتداء على عدد من المواقع العسكرية في مناطق سورية مختلفة، أمس الجمعة، ما استدعى ردا من القوات السورية النظامية. وجاءت الهدنة بناء على اقتراح من موفد جامعة الدول العربية والأممالمتحدة إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي.