بالرغم من فشل الهدنة بين النظام السوري والمعارضين المسلحين بمبادرة الأخضر الإبراهيمي، يعتزم مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية مواصلة مهتمة بحسب دبلوماسيين والتوجه هذا الأسبوع إلى الصين وروسيا لبحث الوضع. في بكين وموسكو سيسعى وزير الخارجية الجزائري الأسبق مرة جديدة إلى إقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية. وسيعود الإبراهيمي في نوفمبر إلى مجلس الأمن الدولي بمقترحات جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات، كما أكد دبلوماسيون أمميون لوكالة “فرانس برس”. وقال دبلوماسي رفيع المستوى أن المبعوث الدولي “سيعود حاملا بعض الأفكار للتحرك إلى مجلس الأمن في مطلع الشهر المقبل”. من جانب آخر، تبادل طرفا النزاع في سوريا الاتهامات بشأن خرق هدنة عيد الأضحى التي توصل إليها الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة. ففي حين وثقت الهيئة العامة للثورة أكثر من 545 خرقا للهدنة يومي الجمعة والسبت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، إن بلاده ملتزمة بإيقاف العمليات العسكرية، وإن المعارضة المسلحة خرقت الهدنة أكثر من مرة وأصدرت بيانات رسمية بذلك تعبيراً عن رفضها للهدنة. ووجه مقدسي رسالة بتوثيق للخروقات إلى مجلس الأمن، مؤكدا التزام حكومة بلاده بوقف العمليات العسكرية، وفقا لبيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة. كما أعلن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، أبرز المجموعات المقاتلة المعارضة، الموقف نفسه، متعهدا برد قاس “إذا أطلقت رصاصة واحدة” من القوات النظامية. وبالموازاة مع ذلك، اندلعت أعمال شغب واسعة في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق الأردنية الأحد بسبب قيام الأجهزة الأمنية بإلقاء القبض على ثلاثة لاجئين سوريين حاولوا الهرب من المخيم، وفق مصدر أمني. وقام 700 لاجئ سوري باجتياز السياج الحدودي الفاصل بين الأردن وسوريا خلال اليومين الماضيين هربا من العنف في بلادهم وتم نقلهم جميعا إلى مخيم “الزعتري” للاجئين في محافظة المفرق الأردنية. وفي العراق أعلنت سلطة الطيران المدني، أمس، عن تفتيش طائرة شحن إيرانية، هي الثانية من نوعها خلال الشهر الجاري قبل أن تستكمل رحلتها إلى سوريا. وقال رئيس سلطة الطيران المدني العراقي، ناصر البندر، في لقاء تلفزيوني، أن الطائرة الإيرانية فتشت في مطار بغداد الدولي من قبل متخصصين وفنيين عراقيين. وأوضح أن سلطة الطيران سمحت لطائرة الشحن الإيرانية باستكمال رحلتها إلى سوريا، بعد أن تبين أنها لا تحمل أي أسلحة أو مواد محظورة. من جهتها السلطات السعودية فرقت بسرعة احتجاجا نظمه مئات الحجاج السوريين للدعوة إلى اسقاط النظام في سوريا، والتنديد بما وصفوه بالإخفاق الدولي في وقف إراقة الدماء في سوريا. ورفع المحتجون أعلام المعارضة وساروا صوب جسر الجمرات في منى شرقي مدينة مكة، حيث تجمع أكثر من ثلاثة ملايين حاج لأداء المناسك. وقال شاهد لوكالة رويترز، أن الحشد تفرق بسرعة واندمج مع آلاف الحجاج الآخرين في المنطقة. من جانبها، أعربت منظمة مراسلون بلا حدود عن قلقها بعد الأنباء عن احتجاز إحدى مجموعات المعارضة المسلحة صحافيا لبنانيا في مدينة اعزاز شمال سوريا.