كشفت مصادر مطلعة عن مؤامرة داخلية تستهدف زعيم تنظيم حركة أنصار الدين، إياد أغ غالي، بتهمة ”خيانة مبادئ الحركة، التي تسعى إلى إقامة دولة إسلامية في شمال البلاد”. كشفت مصادر مطلعة ل”الفجر”، عن محاولة بعض المتشددين داخل حركة أنصار الدين وخارجها، التخلص من زعيم التنظيم إياد أغ غالي، عن طريق الانقلاب عليه أو تصفيته جسديا، بتهمة التراجع عن الخط الإيديولوجي للتنظيم بعد تبرئها من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجنوحها للتفاوض لإيجاد حل سلمي للمشكلة في مالي بعيدا عن التدخل العسكري، الذي تلوح به فرنسا عن طريق دول إفريقيا الغربية. وتحدثت مصادرنا عن مؤامرة جادة، تستهدف زعيم التنظيم بعد موافقته على الوساطة التي تقودها الجزائر وإيفاده مفاوضين إلى كل من الجزائر وبوركينافاسو لإيجاد مخرج للمأزق الذي يعيشه شمال مالي، بعد الانقلاب على الشرعية الدستورية. وأضافت مصادرنا أن المؤامرة تهدف بالأساس إلى عزل زعيم التنظيم من منصبه ومنح القيادة إلى رجل آخر متشبع بالروح الجهادية، التي تنادي بها الجماعات الإسلامية المتطرفة، لإقامة دولة إسلامية تحكمها الشريعة كما عبرت في عديد المرات. ويتهم هؤلاء المتشددون، زعيم التنظيم، إياد أغ غالي بولائه للنظام الجزائري وحياته لمبادئ الحركة التي تؤمن بها تؤكد على ضرورة تجسيدها على أرض الواقع، مؤكدة عن استعدادها التام لتصفية زعيم التنظيم في حال اقتضت الضرورة. ورغم أن الناطق الرسمي للحركة، سند ولد بوعمامة، من الشخصيات المقربة لزعيم التنظيم ويدافع بشدة عن دور الجزائر في حل الأزمة، غير أنه من المرشحين لخلافة إياد آغ غالي، في حال نفذت المؤامرة ونجح المتشددون في إبعاد الزعيم الحالي للتنظيم الذي تلاحقه تهمة الولاء للنظام الجزائري. يذكر أن حركة أنصار الدين بزعامة إياد أغ غالي، إحدي الجماعات الإسلامية الثلاث التي تسيطر على شمال مالي أرسلت الأيام الأخيرة مفاوضين إلى الجزائر وبوركينافاسو لبحث حل لوقف التدخل العسكري الذي بات خيارا لا مفر منه عند فرنسا التي تقود حملة شعواء للتدخل العسكري في شمال البلاد عن طرق تجنيد دول غرب إفريقيا، ومحاولاتها المتكررة لإقحام الجزائر بطريقة أو بأخرى بما فيها الضغط لدفع الجزائر للمشاركة بقوات عسكرية رغم رفض الجزائر ومن البداية لخيار القوة الذي لن يزيد المنطقة إلا تأزما.