حذر، أمس، وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إسرائيل من مغبة تنفيذ هجوم بري على غزة، الذي قد يفقدها جانبا كبيرا من الدعم الدولي، وذلك بعد تهديد نتنياهو بتصعيد العمليات العسكرية في القطاع ودعم أوباما لموقف إسرائيل، فيما تتواصل الغارات على غزة مخلفة ما يقارب خمسين قتيلا وأربعمائة جريح. حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إسرائيل من أن شن عملية برية على غزة قد يكلفها خسارة جانب كبير من الدعم الدولي الذي تلقاه، مضيفا أن مثل هذه العملية ”تهدد بتمديد النزاع”، مؤكدا أن رئيس الوزراء البريطاني كان قد بحث القضية مع نظيره الإسرائيلي موضحا أن أي غزو بري لغزة سيكلف إسرائيل جانبا كبيرا من الدعم الدولي الذي تحظى به في هذا الوضع، مشددا على أن الغزو البري يصعب كثيرا دعمه بالنسبة للمجتمع الدولي. وذلك بعدما كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل مستعدة لتوسيع عملية غزة بشكل كبير، وقال في بدء الاجتماع الأسبوعي لحكومته أن ”الجيش مستعد لتوسيع العملية بشكل كبير”، مشيرا إلى أن ”الجنود مستعدون لأي تحرك قد يحدث”، حيث واصلت إسرائيل حشد قواتها البرية ودباباتها على طول الحدود مع قطاع غزة قصف أهداف للنشطاء في هجمات برية وبحرية على القطاع لليوم الخامس على التوالي رغم إعلان مصر رؤيتها ”بعض المؤشرات” لإمكانية التوصل لهدنة، جاء ذلك بعدما أكدت كتائب القسام، الذراع المسلحة لحركة حماس، أنها استهدفت بارجة حربية إسرائيلية كانت تتمركز في عرض البحر قبالة غزة، فيما اعترضت منظومة القبة الحديدية صاروخاً في سماء تل أبيب، وانطلقت صافرات الإنذار في المدينة، بينما وصل عدد الضحايا إلى 46 قتيل و390 جريح. من جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، إنه يؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ودعا لوقف إطلاق الصواريخ التي تستهدف إسرائيل من جانب نشطاء في غزة حتى تمضي عملية السلام قدما، مضيفا أنه ”ليست هناك دولة على وجه الأرض تتهاون مع سقوط صواريخ على مواطنيها من خارج حدودها، مردفا ”نؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. وفي سياق متصل، أعلنت فرنسا أنها مستعدة للقيام بدور الوسيط بين إسرائيل وفلسطين من أجل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار بينهما، أمس الأحد على لسان مصدر بوزارة الخارجية الفرنسية تعليقا على زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى القدس وتل أبيب ورام الله التي لم يخطط لها مسبقا. وقال المصدر إنه ”أثناء هذه الزيارة التي جرى التنسيق بشأنها مع شركائنا الإقليميين والدوليين الرئيسيين ستعقد مباحثات مع الرئيس شمعون بيريز، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزيري الدفاع والخارجية إيهود باراك وأفيغدور ليبرمان، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس. وسيدعو فابيوس كافة أطراف النزاع إلى وقف تصعيد العنف، ويعرض عليهم مساعدة فرنسا في التوصل إلى اتفاق حول الوقف الفوري لإطلاق النار”. وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد صرح في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السبت 17 نوفمبر، بأن هناك مؤشرات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قريبا، ولكنه أشار إلى عدم امتلاكه أية ضمانات.