أبدت وزارة الخارجية الأمريكية قلقها إزاء ما يحدث في القاهرة، داعية مرسي إلى اعتماد الحل السلمي وتفعيل الحوار من أجل تجاوز الأزمة، فيما أكد الاتحاد الأوربي على ضرورة احترام العملية الديمقراطية، وسط تواصل الاحتجاجات في ميدان التحرير ووصولها إلى القضاة الذين أوقفوا العمل في بعض المناطق، وإصرار المعارضة على مواصلة الاعتصام من أجل إلغاء القرار. قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة قلقة بشأن إصدار الرئيس المصري محمد مرسي إعلانا دستوريا حصل بموجبه على سلطات مطلقة، فيما دعت إلى حل المشاكل في مصر ب”الطرق السلمية وعبر الحوار الديمقراطي”، وذلك تعليقا على التظاهرات الحاصلة في ميدان التحير والمناهضة للرئيس المصري محمد مرسي. وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن القرارات التي أعلنت في 22 نوفمبر تثير القلق لكثير من المصريين وللمجتمع الدولي، مضيفة أن الفراغ الدستوري الحالي في مصر لا يمكن حله إلا من خلال تبني دستور يتضمن ضوابط والتزامات ويحترم الحريات الأساسية وحقوق الأفراد وحكم قانون يتسق مع التزامات مصر الدولية. ودعا الاتحاد الأوروبي الرئيس المصري محمد مرسي إلى احترام “العملية الديموقراطية” غداة إعلانه للقرار الدستوري، حسب بيان لمتحدث باسم وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون التي قالت إن “أهم شيء أن تكتمل العملية الديمقراطية وفقا لتعهدات السلطات المصرية بالفصل بين السلطات واستقلال القضاء وحماية الحريات الأساسية وإجراء انتخابات تشريعية ديموقراطية في أسرع وقت ممكن”. غليان الشارع المصري يستمر نصب العديد من الناشطين خياما في الجزيرة الوسطى بميدان التحرير معلنين اعتصامهم لحين إلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي مؤخرا، وفي ذات الوقت تتواصل الاشتباكات وعمليات الكر والفر بين محتجين وقوات الأمن في شوارع الشيخ ريحان ومحمد محمود وقصر العيني وهي الشوارع القريبة من وزارة الداخلية، واستخدمت الشرطة المصرية صباح السبت الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف في محاولة لفض اعتصام عشرات المتظاهرين المعارضين لقرارات الرئيس المصري محمد مرسي في ميدان التحرير وسط القاهرة، فيما أعلنت وزارة الصحة المصرية ارتفاع عدد الجرحى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات التي انطلقت في القاهرة وعدد من المدن إلى مائة وأربعين مصابا. وأكدت الوزارة عدم وقوع حالات وفاة خلال المظاهرات. معارضو مرسي يدعون لاحتجاج في ميدان التحرير يوم الثلاثاء دعت أحزاب سياسية أغضبها قرار الرئيس المصري محمد مرسي بمنح نفسه صلاحيات واسعة جديدة أنصارها إلى الاحتجاج على هذا القرار يوم الثلاثاء في القاهرة، وتقول أحزاب يسارية وليبرالية واشتراكية أن على أنصارها الخروج في مسيرات إلى ميدان التحرير بهدف “إسقاط الإعلان الدستوري الفاشي والاستبدادي” الذي اصدره مرسي يوم الخميس وفقا لبيان احد الأحزاب.وجاء في بيان حزب الدستور الليبرالي على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الإنترنت في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة “نحن أمام لحظة تاريخية إما أن نكمل فيها ثورتنا أو نتركها فريسة لجماعة غلبت مصالحها الحزبية الضيقة على مصلحة الوطن”. وستبدأ المسيرات في الخامسة مساء بالتوقيت المحلي من مناطق حول العاصمة قبل التدفق على ميدان التحرير مركز الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك من السلطة في 2011. وقال التيار الشعبي المصري بزعامة المرشح اليساري السابق حمدين صباحي الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية في جوان أن “التيار الشعبي يعلن بدء اعتصام من مساء الجمعة في ميدان التحرير بالاتفاق مع كافة القوى السياسية الثورية”، داعيا أيضا إلى تجمع حاشد في ميدان التحرير الثلاثاء المقبل. تعليق العمل في المحاكم والنيابات قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، يوم السبت، إن مجلس القضاء الأعلى قال إن الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس المصري محمد مرسي يوم الخميس “يتضمن اعتداء غير مسبوق على استقلال القضاء وأحكامه”، ونقلت الوكالة عن مجلس القضاء الأعلى قوله في بيان صدر عقب اجتماعه، يوم السبت، إنه “يعلن أسفه لصدور مثل هذا الإعلان ويهيب برئيس الجمهورية البعد بهذا الإعلان عن كل ما يمس السلطة القضائية واختصاصاتها أو التدخل في شؤون أعضائها أو ينال من جلال أحكامها”. وحسب نفس المصدر فإن نادي القضاة بمحافظة الإسكندرية الساحلية المصرية أعلن السبت تعليق العمل بالمحاكم والنيابات في المحافظة ومحافظة البحيرة المجاورة احتجاجا على إعلان دستوري أصدره الرئيس محمد مرسي، حصّن القرارات والقوانين التي أصدرها الرئيس وجمعية تكتب الدستور من القضاء، وقال رئيس نادي قضاة الإسكندرية المستشار محمد عزت عجوة إن تعليق العمل سيستمر لحين إلغاء الإعلان الدستوري الذي صدر يوم الخميس.