عاد كل من الأفافاس والأرسيدي إلى الواجهة السياسية مع اكتساحهما الانتخابات المحلية في إعادة تجديد المجلس الشعبي البلدي والولائي بتيزي وزو، في مشاركة لم تكن في مستوى تطلعات سكان منطقة القبائل. خلال جولة ميدانية قادت ”الفجر” إلى أكبر مراكز التصويت عبر المدينةالجديدة والمناطق المجاورة لمدينة تيزي وزو، لمست عدم الحماس لدى السكان في أداء الواجب الانتخابي لاختيار ممثليهم عبر المجالس المحلية، لكن خلال الفترة المسائية، أي بعد الواحدة زوالا، بدأت وفود الناخبين تخرج رغم استمرار مسلسل الاحتشام، لكن بنسبة أقل عن الفترة الصباحية، إذ تهافت خلال ذات الفترة الكهول والعجائز بغية التصويت خصوصا في المناطق الداخلية. وإلى غاية الواحدة بعد الزوال سجلت 14.36 بالمئة على مستوى المجالس البلدية بتعداد الناخبين بلغ حدود 98 ألفا و687 ناخب، وعلى مستوى المجلس الولائي بلغت النسبة حدود 13.13 بالمئة بتعداد ناخبين وصل إلى حدود 90ألفا و251 ناخب. ولعل ما يثير الاستغراب من عمر العملية الانتخابية التي جرت في ظروف أمنية مشددة لتفادي حدوث أعمال شغب، خصوصا في ظل الزخم الكبير للتشكيلات السياسية وقوائم الأحرار التي تتنافس على البلديات والمجلس الولائي، هو عدم اكتراث الشباب بهذه الانتخابات، ما جعل المكاتب الانتخابية شبه فارغة، ولولا بعض الكهول والعجائز إلى جانب بعض النساء ممن أنقذوا الوضع لكانت النكسة الكبرى عبر بلديات تيزي وزو التي كانت بعض الإحصائيات قد أشارت إلى اكتساح الأحزاب التقليدية الميدان بما فيها الأفافاس والأرسيدي التي اشتد الصراع بينها ساعات قبل الشروع في عملية الفرز، في الوقت الذي كان السكان ينتظرون المفاجأة الكبرى التي كانت حسبهم عودة الأحزاب التقليدية إلى الواجهة مع دحر الأحزاب الأخرى، لاسيما الإسلامية منها التي غابت كليا عن الساحة. وقد صنعت بلدية زكري منذ بدء عملية التصويت المفاجأة بنسبة مشاركة وصلت إلى حدود 54.39 بالمئة عبر المجالس البلدية و21.86 بالمئة عبر المجلس الولائي، في حين نالت مؤخرة الترتيب مشطراس بنسبة 4.33 بالمئة، لكن ومع بلوغ الساعة الرابعة مساء وصلت نسبة التصويت إلى حدود 27.69 بالمئة على مستوى المجالس البلدية مع نسبة 24.99 عبر المجلس الولائي، في حين بلغت نسبة التصويت على السادسة مساء اي قبل ساعتين من الشروع في عملية الفرز بعدما تم تمديد العملية بساعة إضافية إلى حدود 35.29 بالمئة على مستوى المجالس الشعبية البلدية. يحدث هذا أمام المفاجأة الكبرى التي صنعها الأفافاس وغريمه الأرسيدي حيث سجل هذا الأخير تراجعا في بعض البلديات التي زالت من تحت رايته ليضم بلديات جديدة، في الوقت الذي تمكن الأفافاس من إحداث المفاجأة التي لم ينتظرها غالبية السكان بعدما ظهر تربعه على عرش المجلس الولائي بالأغلبية الساحقة، حسب ما وصل من نتائج أولية. ولعل من أهم البلديات التي ظهر فيها بشكل كبير الأفافاس، بني يني، واقنون مع عدد آخر من شرق تيزي وزو، في حين ظهر الأرسيدي في تيزي راشد وتيزي وزو مع الأرندي بثاسافت. كما ظهر أيضا الأفلان في إيرجن ومكيرة وإفيغا مع إفرحونن للأرسيدي، وآيت شافع بالجهة الساحلية مع صوامع التي بقيت لحزب الأفافاس إلى جانب تيڤزيرت التي احتفظ بها الأرسيدي بمعية أغريب. كما حصد حزب عمارة بن يونس بلدية أيت يحي مع الأفلان في بلديات ذراع الميزان وإيرجن مع عودة بلدية بوجيمة للأرندي مع أقبيل للأرسيدي الذي حصد أيضا بلدية أبي يوسف ب11 مقعاد مع بلدية تيزي نثلاثة بواضية. وفي قراءة للوضع الانتخابي بمنطقة القبائل، تؤكد آراء المختصين أن الارتفاع النسبي لنسبة التصويت التي وإن كانت غير مرضية، إلا أنها حفظت ماء الوجه مقارنة بمحليات 2007 وهو ما يعود إلى رغبة سكان تيزي وزو خصوصا في خوض مغامرة جديدة مع عودة الأفافاس بعد مقاطعته التي دامت أزيد من 10 سنوات.