وصلتني هذه الرسالة من قارئ وفي، تعقيبا على مقال ”الإخوان.. بداية النهاية” يطرح فيه أسئلة تحمل في طياتها إجابة عن سؤال طرحته في مقالي المذكور، أنشره كما جاء: لعل السمة البارزة التي يتميز بها الإسلاميون هي أن لهم وجهين ولسانين، في جميع مجالات النشاط الجمعي. فهم خارج السلطة مختلفون جذريا عما يكونون عليه إذا تمكنوا من الاستيلاء عليها. أليست مفارقة أن نرى في الراهن مظاهر التوتر المتفاقم في تونس ومصر، بين السلطة الإسلامية، أو الإخوانية الإسلامية تحديدا، من جهة وبين قطاع واسع من سكان هذه البلدين، حيث يوجد فيهما بنية وطنية و قومية متقدمة نسبيا، قياسا على مثيلاتها في بلاد عربية أخرى. لماذا أراد الرئيس المصري الإخواني لنفسه صلاحيات مطلقة. رغم التطبيل والتزمير استبشارا ”بربيع الحرية والديمقراطية” الذي أصم الآذان وأعمى البصائر منذ أزيد من عامين، دمرت خلالها ليبيا واليمن، وسوريا. وكأن شعوب هذه البلدان حفظت جيدا الدرس الأمريكي، عن الديمقراطية، الذي كان العراق مختبرا له، فصارت تدمر مدنها وتقتل أبناءها بنفسها، عندما يُطلب منها ذلك، دون الحاجة لعون مباشر من جنود الولاياتالمتحدة الأميركية وحلفائها. أموال مشايخ الخليج تكفي لشراء السلاح و طائرات الإستطلاع الأميركية من دون طيارين، والحصار والتهويل. لماذا تريد حركة النهضة في تونس أن تكمم الأفواه وتحجب الرؤية وتكبل الحركة. على أي شرعية تستند حتى تعطي لنفسها الحق بأن تفرض على الناس كيف يلبسون ومتى يستيقظون وماذا عليهم أن يفعلوا أو أن لا يفعلوا. لماذا تمنع الفرح والموسيقى. لماذا تريد أن تكسر نقابة عمالية كالاتحاد التونسي للشغل؟ ألم يرشح من خطابات السيد الغنوشي في تونس، أنه أبرم اتفاقا مع الإدارة الأمريكية، والدوائر الصهيونية، في موضوع القضية الفلسطينية؟ لماذا يذهب الجهاديون التونسيون إلى سوريا ليقاتلوا الدولة السورية في خندق المتمردين؟ ألم يظهر العدوان الأخير على قطاع غزة مدى التنسيق والتعاون بين الإخوان المسلمين، في مصر وتركيا وتونس من جهة وبين إسرائيل والإدارة الأمريكية من جهة ثانية؟ ما هي الغاية من المادة 450 في الدستور الإخواني في مصر، لصالح من يريد الإخوان تعديل حدود التراب الوطني المصري؟ ليس الإخوان المسلمون وحدهم في خطر. فلقد جعلوا القضية العربية بمجملها في خطر، سياسيا وثقافيا وعقائديا ودينيا. الجميع في خطر. لقد شوهوا الإسلام وأدخلوا إليه التحريف والغلط، إلى حد أنه صار في خطر التلاشي... باريس/ عماد سالم درويش