"الناتو" يرسل صورايخ باتريوت و400 فرد من الجيش إلى الحدود التركية أفاد مسؤولون أمريكيون أن قوات الأسد بدأت في استعمال أسلحة محظورة في هجومها ضد المعارضة، خاصة بعد ورود معلومات عن صواريخ سكود، تم استخدامها في الأسبوع الأخير من المواجهات، بينما وقّع ”الناتو” على قرار إرسال الإمدادات العسكرية إلى الحدود التركية، وسط تزايد الحديث عن نهاية الأسد. قال مسؤولون أمريكيون إن القوات السورية بدأت في استخدام الصواريخ والبراميل المتفجرة ضد مسلحي المعارضة منذ الأسبوع الماضي في تصعيد جديد للمواجهة بين الطرفين. وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند أنها ”ليست في موقع يسمح لها بتأكيد أنواع الصواريخ”، مضيفة ”لكننا نقول ببساطة إن هناك استخداما للصواريخ الآن”. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول أمريكي كبير، رفض الكشف عن هويته، قوله إن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد أطلقت صواريخ سكود على مقاتلي المعارضة. كما نقلت الوكالة عن مسؤول بحلف شمال الأطلسي أيضا قوله إن ”عددا من الصواريخ غير الموجهة القصيرة المدى أطلق داخل سوريا خلال الأسبوع الجاري”. وقال المسؤول ”رصدت أجهزة المخابرات والمراقبة والاستطلاع في الحلف إطلاق عدد من الصواريخ قصيرة المدى غير الموجهة داخل سوريا هذا الأسبوع وتشير مسارات المقذوفات والمسافات التي قطعتها إلى أنها صواريخ من نوع سكود”. من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إنه في حال صحة التقارير عن استخدام صواريخ سكود فذلك يعني ”أنه آخر رد فعل يائس من النظام السوري الذي تجاهل حياة الأبرياء من أبناء شعبه”. وأشار كارني إلى إعلان الرئيس أوباما الثلاثاء الاعتراف بالائتلاف الوطني المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري موضحا أن ”الإدارة الأمريكية تعمل مع شركائها الدوليين من أجل دعم المعارضة وعزل نظام الرئيس السوري بشار الأسد”. وقالت تقارير إعلامية أمس الجمعة أن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا وقع أمرا بإرسال صواريخ باتريوت و400 فرد من الجيش إلى تركيا للدفاع عنها ضد أي هجوم صاروخي محتمل من سوريا. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن ست بطاريات صواريخ باتريوت سترسل إلى تركيا اثنتان من الولاياتالمتحدة ومثلهما من كل من ألمانيا وهولندا. وذكرت أن كل البطاريات الست ستكون تحت قيادة حلف شمال الأطلسي وأنه من المقرر أن تكون جاهزة للعمل بنهاية جانفي. وفي نفس السياق، قال رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي، أمس، أن من غير المرجح أن يستطيع الرئيس السوري بشار الأسد البقاء في السلطة. وقال نود بارتلز وهو جنرال هولندي عقب اجتماع في موسكو ردا على سؤال عن الصراع في سوريا ”يمكنكم القول إني أفترض أن الأسد سيختفي. أميل للاعتقاد أن هذا هو الوضع”. ورفض التكهن بإطار زمني لرحيل الأسد. وأشادت الولاياتالمتحدة يوم الخميس باعتراف روسي بأن المعارضة السورية ربما تنجح في مسعاها للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. ودعت موسكو للانضمام إلى جهود لإدارة عملية انتقال سياسي سلمي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحفي ”نود أن نثني على الحكومة الروسية لإدراكها الواقع أخيرا واعترافها بأن أيام النظام معدودة. السؤال الآن هو هل ستنضم الحكومة الروسية لمن يعملون في المجتمع الدولي مع المعارضة لمحاولة إحداث انتقال ديمقراطي سلس؟”. وقال مسؤول أمريكي آخر إن مقاتلي المعارضة يبدو أنهم يحققون انتصارات على الأسد وقواته. وقال المسؤول ”لعل الأسد يظن أن سوريا مازالت في قبضته فالأوهام لا تموت بسهولة لكن الأسد والمقربين إليه بدأوا يشعرون بالضغوط النفسية للقتال في حرب طويلة لا تسير على هواهم”. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف مبعوث الكرملين الخاص لشؤون الشرق الأوسط يوم الخميس إن مكاسب المعارضة على الأرض تنبئ بأنه ”لا يمكن استبعاد” انتصارها في نهاية المطاف على الأسد. وكانت تعليقات بوجدانوف من بين الأكثر تشاؤما حتى الآن من جانب روسيا التي حمت حكومة الأسد من الإدانة والعقوبات في مجلس الأمن الدولي وقاومت ضغطا غربيا للانضمام إلى جهود الإطاحة به من السلطة. وقالت نولاند إن تصريحات بوجدانوف توضح أن موسكو أصبحت على دراية بما سيحدث في سوريا وقالت إنه ينبغي لروسيا الآن دعم جهود منع اتساع حمام الدم. وأضافت ”يمكنهم أن يسحبوا أي دعم باق لنظام الأسد سواء أكان دعما ماديا أم ماليا... يمكنهم أيضا أن يساعدونا في التعرف على الأشخاص الذين قد يكونون مستعدين داخل سوريا للعمل بشأن هيكل انتقالي”.