دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، أول أمس، الأممالمتحدة والشركاء الدوليين الآخرين إلى تكثيف الجهود لحل الأزمة المتفاقمة والمعقدة في مالي، حيث أكد المجلس على أهمية مواصلة جهود الأطراف المعنية في مالي والشركاء الدوليين بهدف التعجيل بحل هذه الأزمة، مركزا حول أهمية تطبيق ”الخطة الاستراتيجية لحل الأزمة في مالي”، والتي أقرها المجلس في اجتماعه يوم 24 أكتوبر الماضي. وأدان المجلس في بيان أصدره أول أمس، عقب اجتماع بأديس أبابا، الظروف التي استقال فيها رئيس وزراء مالي الشيخ موديبو ديارا، والذي استقال بضغوط عسكرية ووضع رهن الإقامة الجبرية، مشددا على ضرورة خضوع الجيش وأسلاك الأمن لسلطة المدنيين في البلاد، وأن تركز كل مؤسسات الدولة على مهمتها الرئيسية كما وردت في دستور البلاد، والتوقف عن التدخل في العملية السياسية وفقا لقرارات مجلس السلم والأمن، وقرارات مجلس الأمن الدولي المعنية. وأكد المجلس على أهمية مواصلة المشاورات الجارية لتشكيل حكومة توافقية، ملتزمة بإنجاز موضوعين رئيسيين، وهي استكمال المرحلة الانتقالية، وتحديدا الاستعادة الكاملة والفعالة لسلطات الدولة على كامل أراضيها، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوق بها. وحث الأطراف المعنية في مالي على تنظيم في أقرب وقت ممكن وبشكل شمولي مشاورات وطنية، تؤدي إلى تبني خارطة طريق لإدارة المرحلة الانتقالية، وعبّر عن استعداد الاتحاد الإفريقي للمساعدة في هذا المجال ولحشد جهود المجتمع الدولي للمساعدة في إعادة الاستقرار في البلاد. وحث مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في بيانه مجلس الأمن الدولي على تقديم الدعم الكامل للخطة الاستراتيجية لحل الأزمة في مالي، من خلال إجازة النشر المبكر لبعثة الدعم الدولية في مالي بقيادة إفريقية، وتقديم حزمة دعم ممولة من الأممالمتحدة وكذلك إنشاء صندوق ائتمان لدعم القوات المسلحة وقوات الأمن في مالي. وعبّر المجلس عن رضاه إزاء جهود وسيط التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) لتسيير المفاوضات بين حكومة مالي والجماعات المسلحة الراغبة في حل سلمي في إطار مبادئ الاتحاد الإفريقي. وحث المجلس على متابعة هذه الجهود بالتنسيق مع الأطراف المعنية الأخرى ومن بينها الدول المجاورة لمالي. كما ناشد المجلس المجتمع الدولي حشد المساعدات الإنسانية لمساعدة اللاجئين والنازحين من سكان مالي في داخل البلاد وفي الدول المجاورة، ”مشيدا في نفس الوقت” بجهود الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي لشؤون مالي، ومنطقة الساحل بيير بويويا في إطار متابعة تطبيق تفويضه، كما رحب المجلس بنتائج الزيارات التي قام بها إلى مالي ودول المنطقة وكذلك اتصالاته مع الشركاء الدوليين وخاصة الأممالمتحدة.