رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: دفاع عن القضايا العادلة وإسماع لصوت إفريقيا    فلسطين: "الأونروا "تؤكد استمرار عملها رغم سريان الحظر الصهيوني    فلسطين: غوتيريش يطالب بإجلاء 2500 طفل فلسطيني من غزة "فورا" لتلقي العلاج الطبي    جائزة أول نوفمبر 1954: وزارة المجاهدين تكرم الفائزين في الطبعة ال29    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي السابق بوكالة الأنباء الجزائرية محمد بكير    انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الامة المنتخبين: قبول 21 ملف تصريح بالترشح لغاية مساء يوم الخميس    السوبرانو الجزائرية آمال إبراهيم جلول تبدع في أداء "قصيد الحب" بأوبرا الجزائر    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    تلمسان: خطيب المسجد الأقصى المبارك يشيد بدور الجزائر في دعم القضية الفلسطينية    جمعية اللجان الاولمبية الافريقية: مصطفى براف المرشح الوحيد لخلافة نفسه على راس الهيئة الافريقية    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياضة: الطبعة الاولى للبطولة العربية لسباق التوجيه من 1 الى 5 فبراير بالجزائر    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    بوغالي في أكرا    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    صالون الشوكولاتة و القهوة: أربع مسابقات لحرفيي الشوكولاتة و الحلويات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    حوادث المرور: وفاة 7 أشخاص وإصابة 393 آخرين بجروح في المناطق الحضرية خلال أسبوع    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    هل تكون إفريقيا هي مستقبل العالم؟    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    المجلس الإسلامي الأعلى ينظم ندوة علمية    حشيشي يلتقي مدير دي أن أو    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى عثمان لوصيف، شعب المايا، تلك المحبة والأنا الهاربة...
"الفجر الثقافي" تفتح رسائل نهاية السنة:
نشر في الفجر يوم 31 - 12 - 2012

مرّت سنة 2012 على المبدع الجزائري ولم تترك خطوطا واضحة إبداعات شحيحة ومناسبات ثقيلة لا تحمل في طياتها إلا الخطاب السياسي الذي لم يعد يفتح جنة السلطة، الجميع سقط في جحيم جنته، فايس بوك ومجموعة صور تضخم الأنا الإبداعية ولا تترك مجالا للعناية الإلهية بالنص، ما عدا العناية الخليجية حيث تضم قائمة البوكر اسمين من الجزائر، واسيني لعرج وأمين الزاوي الله غالب، الوقت الآن وقت جوائز وليس وقت قارئ، وعليه في قلب كل مثقف غضة ما، رسالة ما يريد أن يوجهها إلى أحد ما، قد تكون عتابا أو شكرا، وقد تكون أي شيء..
”الفجر الثقافي” استقبلت مجموعة من الرسائل الموجهة، وتدعوكم إلى فك شفراتها..
إلى صديقي الشاعر عثمان لوصيف في وحدته النبوية
أيها الشاعر المقيم في صمته العالي، يا صديقي عثمان لوصيف..
عجبا يا أيها الشاعر، هي الصحراء من بوابتها إلى فيافيها، من بسكرة أو طولڤة إلى الربع الخالي، هي فتنة للآخر، وهي من معلقاتها إلى أنبيائها ومن رسلها إلى فرسانها شقاء لنا نحن الذين في الجنوب ولدنا و فيه نعيش، هم في انبهارهم بها، أعني الآخرين، استهلاك وأسفار وسياحات. أما نحن في تعبنا منها وفيها ولها يكمن عشق مؤلم وتشبث و شعر وعسل تمر وبرودة كأس ماء وامرأة جميلة، وبن قيطون وأبو القاسم خمار والطاهر بن عيشة.
صديقي الشاعر عثمان لوصيف
أعرف كما أنت تعرف و أنت في محنتك وفي صمتك وفي نسيان الأصدقاء لك، نصف الأصدقاء، والأشباه والأنصاف وما جاور ذلك، أن البلاد هذه التي فيها و عليها ومنها نعيش وإليها ننتمي، الجزائر أعني، بلاد بكل ما فيها من خير وبُر وبَر وسماء و رجال ونساء، هي غير رحيمة بك يا صديقي الشاعر.
صديقي عثمان لوصيف،
يا وريث أنبياء الشعر، من تأبط شرا إلى المتنبي إلى أدونيس، يا وريث كل فصيل دم إليه تنتمي سلالة من سلالات حبات رمال الصحراء الحية، كل حبة رمل فيها يجري فصيل دم، كما لكل بشر منا فصيل دم وزمرة، أقول لك سامحنا كثيرا فقد قصرنا في حقك، وأنا أول المقصرين، مع ذلك دعني أقول لك يا صديقي الشاعر يا عثمان لوصيف، لا تستسلم، لا تخنا، لا تخذل الشعر وأنت سيد القصيد وسلطان الكَلِم، فمن يعتصم بسنديانة الشعر والنخلة ذات الطلع التي إليها اعتصمت مريم لا يخاف ولا يُهزم أيها الشاعر، وأنت من هذا الجند ومن هذا الإيمان. أنت من هواء طولڤة.
صديقي الشاعر عثمان لوصيف،
أخاطبك وهذه سنة تنسحب و أخرى تطل، مثلك لا أعرف عد السنين، لأقول لك اليوم، مرة أخرى، كما في كل عيد كنت أقول لك، أكان عيد ميلاد المسيح عليه السلام، أو محمد عليه الصلوات، عيد عاشوراء أو الأضحى، عيد الاستقلال أو الثورة، عيد ميلادك أو ذكرى أيام لنا كانت بوهران ذات ”تجمع شعراء الجزائر المعاصرة”، لأقول لك: كل سنة يا صديقي وأنت بخير..
حتى وإن كنت في عزلتك ووحدتك لا ترد على النداء فإني أقول لك من خلال هذا الفضاء: الشعر يا عثمان سينتصر والشعراء يا عثمان أكبر من العطب.
أمين الزاوي
سامحيني يا ”أمّا”..
صدقا لا أجد الآن شخصا قريبا من روحي يمكنني أن أرسل له رسالة محبّة أو عتاب، فقد توقفت منذ فترة عن الإحساس بجدوى الرسائل، لا أعلم أن لي عزيزا غاليا بمرتبة الصديق حقا، كثير من الأرواح أحببتها وأودّ لو أقول لها ذلك بمناسبة أو بدونها، وكثير من الأرواح أودّ لو أعاتبها أكثرا لأنني أحس أنها تخلّت عني، ولم تقاسمني فرحي وحزني بما يكفي، الآن فقط أفكر في أمّي، وأحسّ كما لم أحسّ قبل هذا السؤال، بهول اليتم ، وخواء العالم من روحها وحضورها.. ما أتعسني بدونها، عذرا يا ”امّا” لأنني لم أكن كما أحببتِ، وأضعف مما تصورِت.. لأنني لم أقل لك كم أحبّك، كم أنا بحاجة إلى دعواتك إلى الله أن لا يتخلى عن ّ..
أحمد عبد الكريم
إلى وطني..
في لحظة الصّفاء هذه، نكتب للوطن، نكتب دائما وأبدا، نهتف باسمه، ونهتف له، بحنين الغريب المعنّى بغربته، تستوقفنا المحبّة المفردة، لا محدودة ولا مشروطة،، نعده ب”فصول” التعاقب الرشيد..” ثورة لا يعرف ”الشكّ” إليها سبيلا، أنواء، خصبا، ألوانا وحصادا، كما ينبغي لجلال الانتماء، ورقّة التفاؤل بغد أكثر إشراقا، تصنعه أيدينا ويوافق طموحنا إلى الثبات على البناء، أساس الاستقرار.
وبعد.. كلّ عام وجزائرنا بخير، أمن وسلام عميم، تحفل بنا ونحفل بها، حكاية شغلت الورى وملأت الدنى ولا تزال.
منيرة سعدة خلخال
إلى الحكيم الشاعر عثمان لوصيف في هامشه..
أيها السامق في ملكوت حرفك، في زاوية من زوايا النخيل، في لحظة مختلفة بين رغبة في التشيؤ وحالة من الغياب.. يا عثمان الصحراوي الملفع بكيمياء الرمال.. أشهد أنك ماثل أمامي ما ابتعدت، وسامق ما تسع هذا المدى، وشاهد على نص لم يكتب بعد ،نص يكتب بالنار والياسمين، تعطره فتوحاتك النصية.. فاسقني نخب هذا القادم، في عامك الجديد، في شفائك المتجدد، في فرحك الذي يظل يحدد جغرافيا متاهتي.. عامك أسعد حبيبي ،كل العمر وأنت بألف خير.. ألف حب، ألف قصيدة..
بشير ضيف الله
إلى ياسف سعدي
وأنت تطوي الصفحة ال 84 من عمرك وتدخل ال 85.. أطوي أنا أيضا ال 34 سنة وأدخل في ال 35.. بيننا خمسينيتان، خمسينية الاستقلال وخمسينية الفارق بيننا.. وأنت تحتفل بخمسين سنة على استرجاع السيادة الوطنية.. دعني أحتفل معك وأهمس في أذنك.. ستتمكن الجزائر من صناعة أوّل سيارة في الجزائر.. لكن ذلك لا يعني أبدا أنّ حلمك قد تحقق..
رابح ظريف
رسالةُ شكرٍ إلى شعبِ المايا
كم كان جميلا أنْ تُتَوّجَ نبوءتكمْ حولَ نهاية العالم بالفشل والتكذيب، وأنْ أستمرّ، بفضل خيبتكم، في مشاهدة هذا النسيج الساحر من الكائنات الحية، وأنْ أتجنّبَ مخالبَ عزرائيل إلى أجلٍ آخر، وأنْ يزيد يقيني بالواقع، وبقدرة جدرانه على إيقاف أيّ فكرٍ خرافيّ عند حدّه.

ولهذا أودّ أنْ أشكركمْ على صنيعكم، وعلى إعطاء العقلانية والتفكير العلميّ دفعة قوية إلى الأمام. وسأعترفُ بفخرٍ بأنني لولا فشلكم التراجيديّ هذا لما التقيتُ بصديقة عزيزة صبيحة الجمعة 21/ 12/ 2012، بعد سنواتٍ من غيابها، ولما أنهيتُ، في عشية ذاك اليوم، قراءةَ رواية ”اسم الوردة” لأمبرتو إيكو، ولما استمتعتُ بعزف أخي عمر وهو يؤدي أغاني Bob Dylan التي أحبُّ، ولولا هذا الفشل الأجمل من أيّ نجاح آخر لما كنتُ أزفّ إليكم، وإلى أصدقائي وأحبابي، وإلى العالم، من صفحات جريدة ”الفجر” اليوم، تمنياتي لكم بعام سعيد ورائع.
محمد الأمين سعيدي
إلى هؤلاء..
يلتقي الناس بمفترق الطرق، يحتفون ببعضهم البعض، يفترقون، تحتفل المسافات. يبدأ زمن جديد نكتشف فيه أن البوصلة غبية جدا إذ تشير للشمال وتنسى جنوب الحقيقة. أستدير الآن -بعد هذا العمر والتجارب - للدفاتر، أجدها عامرة بالوجوه والعناوين.
لا وقت لدي لأتساءل من منهم أنصت إلي دون أن أكون مجبرا على الكلام. أتفادى السؤال السخيف ما عدد الذين ظلموا أو أنصفوا طفولتي. أمر لأرض جديدة إذ يظل هوسي يقظا يبحث عن سؤال جديد. ومن لحظة حميمة يطل وجه طفل التقيه هذا العام. يدهشني ارتباطه بالضوء بالصوت وجنونه بالصورة.نتقاطع أكثر في لحظات الصمت. نؤمن مرة أخرى أن الأرواح التي تعانقت بسماء ما لابد لها أن تلتقي.
صديقي رضا بن صحيح كل سنة وأنت قنديل عميق في عتمة الدنيا والمدن التي لا تعرف عري مشاعرنا.
مراد بوكرزازة
إلى الذين سامحتهم في سري
ورّقت سجل ذاكرتي؛ بحثا عمن لي في قلبي له عتاب فلم أعثر إلا على من كنت سامحتهم في سري، وهم قليلون وما يدرون؛ لأني عشت لا أبغي الإساءة لأحد، كما أبغض أن يسيء إلي غيري.
وأما من أحببتهم فكثيرون وما يعلمون، إلا قليلا منهم، أني لو كنت أملك ما يكفي حاجاتهم، جميع حاجاتهم، لأعطيتهم من دمي أيضا.
إني، بالذوق، أعلم أن في الناس من حولي من يعرفني ولا أعرفه، ويحبني ولا أدري. وتلك أشد حال عتاب تعذب الوجدان. لهذا وذاك، أهديهم، في عامنا الجديد، نبضة حب من قلبي ومن عيني قبسة ضياء.
الحبيب السائح

برقية إلى الشهيد محمد العربي بن مهيدي
** بل أحياء عند ربهم يرزقون **
ومادمت حيا ترزق، قررت أن أرسل إليك برقية مستعجلة جدا.
أحدثك فيها عن حال الجزائر.. الجزائر بألف مليون خير .. وقوافل الشهداء خبرهم بالنيابة عن الملايين الأحياء أنها بألف مليون خير.. الخزينة متخمة بالملايير.. والفقراء المعدمين يحجون كل عام إلى البقاع المقدسة.. كل صناديق النقد العالمية معوزة وتطلب من خزينتك يا محمد دينار صدقة.. سلخوا جلدة رأسك وما زلت تبتسم لو كان - لبيجار - ثلة من أمثالك لغزا العالم.. وها هم أبناء جلدتك يغزون العالم.. انطلاقا من شواطئ عنابة وصولا.. إلى إيطاليا.. وإسبانيا.. إيطاليا وإسبانيا، تقولان لك يا محمد أبناؤك البررة يحققون أحلام بيجار ..
الجزائر بألف مليون خير يا محمد.
كريم العيداني
رسالة من تلك المحبة التي بيننا
يعبرني خجل الغياب في حضور قامتك الإبداعية، صديقي الحبيب التي منحت عمقها يوما لكتاباتنا كجيل جديد يتوق إلى حجز مكانه في خارطة الكتابة الجزائرية بمحبتك الإنسانية التي تناسلت مع سعة الروح التي تمتلكها ككاتب متمرس، وكإنسان يدرك معنى كيان الأخريين ومعنى رغبتهم في تحقيق أحلامهم. ولأن حلمي كان دائما أن أجد صديقا كاتبا يتقاسم معي ومع جيلي حلمه في الكتابة من خلال متابعته الراقية لمنشوراته التي يكاد يضرب عليها سياج الصمت، وبحضورك المتميز الذي تعلمنا منه الكثير. لهذا أتوجه إليك صديقي الحبيب السايح بأحر التهاني وبزهو أيامك الإبداعية القادمة مع سنة الجديدة 2013، عبر مشروعك الروائي الذي بدأ يعطي ثماره اليوم.
عبد القادر ضيف الله
إلى الكرام الكتبة
إلى الكرام الكتبة في الجزائر والوطن العربي، بمناسبة نهاية العهد البكتوني في رزنامة المايا والسنة الميلادية في تأريخ العالم، أتمنى لكم سنة طيبة ثرية بما ينال الأوراق من بوحكم، وكل يوم لكم عيد.
وأن نلج قبسكم بما سينال النور من مطبوعاتكم، وأن تكونوا أقل انقساما، وأوضح موقفا، و لا بأس أن أتمنى عليكم بعض المحلية في تأثيثكم، فعديدها موروثاتنا تغادر بصمت من الذاكرة الجماعية، ويليق بها أن تتوسد أسطركم بالانزياحات التي تتقنون.
عيسى بن محمود
عزيزي خالد بن صالح
هذا إذا كان بإمكاني أن أناديكَ بهذه الصفة، وأنت العدو والصديق. قد تطول المسافة بينهما وقد تقصر، قد تنعدم إلى درجة التصادم ولا يهم بعدها أن تنجو في عالمٍ مليء بالأخطاء، عالمك الصغير الذي تكتبُ لأجل أن تجعله أقلّ تشوهاً ولتكون هذه الحياة محتملة وتصلحُ لتعليق الأمنيات على حبل غسيل أو مشنقة ! لا تفرح بما اقترفتَ من قبل، اسمك لازال مصلوبا على كتاب أزرق قطعتَ بعده مسافة أخرى قدرتْها أحزانُك ب”120 متراً عن البيت”، وها هو الشعر يحملك على فتح نوافذ جديدة في جدران سنة 2013. تمنى لكَ ولأصدقائك كتباً جديدة وأحلاما أكثر صدقاً.
خالد بن صالح
إلى الخير شوار
هاهي 2012 تحتضر، وفي هذه اللحظة ليس بمقدورك فعل شيء من شأنه تغيير ”الحصيلة السنوية”، في ظل سيادة ثقافة ”الحصيلات” أو ”الحصائل” (لا أدري كيف تُجمع) المتأثرة بالثقافة الرسمية التي لا ترى إلا ما هو إيجابي وإن لم تجده أولّت ما حصل في هذا الاتجاه.
وعلى ذكر الجانب الإيجابي فأنا ”أحييك” لأنك تخلصت من كسلك ومن حجة ”غياب الزمن النفسي” وأكملت روايتك الجيدة ”ثقوب زرقاء” في تجربة تراها مختلفة عن أجوائك الأولى، لكنها لأسباب موضوعية أجّلت طبعها إلى السنة المقبلة، وساعتها تكون أمام مشكلة مؤجلة وتواجه السؤال: هل سأعود إلى مشروع رواية قديم أنجزت منه شطرا وانقطعت عنه أم سأبدأ تجربة جديدة تماما؟.
الخير شوار
رسالة عتاب وشكر
رسالتي بجناحين: عتاب وشكر، فأما العتاب فموجه إلى الأكاديميين المبدعين الذين خابت ثقتنا فيهم ككل مرة..
ففسدت طباع بعضهم وأفسدوا غيرهم وحتى المؤسسات التي يشتغلون فيها.. أعاتب الحاقدين منهم والغيارين والحساد على إقصائهم واستعمال سلطتهم في تحطيم الغير.. أما الشكر فهو موجه إلى الذين ساعدونا وما جهروا بذلك ولكننا علمناه.. وفي نيتهم أننا لا ندري..
أما ما حيرني ومن أدهشني فذلك الذي ينتقي شعراءنا لتمثيلنا في الخارج في مناسبة ما أقول: سأشبه شاعرا لا يجب أن تعمى عينك على أسيادك الشعراء الحقيقيين.. ولا تجعل سلطتك في جلب من مثلوك لتبقيهم حواريين إلى جانبك المهترئ.. الخلود للنص لا للمصلحة.
علاوة كوسة

إلى عبد الحميد بن هدوڤة
لم يخطر ببالي سواك لأكتب له رسالة: عزيزي، سيدي، أستاذي، أبي ”عبد الحميد بن هدوڤة” قصتي معك بدأت عندما كنت في التاسعة في خريف 1995، كنت أرقد بقسم جراحة الأطفال بمستشفى مصطفى باشا في الغرفة رقم 6 بالطابق الثالث، بعد إجرائي لعملية الزائدة الدودية بالكاد استفقت من التخدير حين همس أبي في أذني:
- واش نجيبلك؟
ونحن مخدرين نطلب ما نحتاجه حقا قلت فورا:
-أريد قصة.
في المساء ازدحمت منضدتي بقصص ”المكتبة الخضراء” الملونة ومجلات ”العربي الصغير” في كومة الكتب تلك وجدت كتابا -عرفت بعدها أنه سقط سهوا في مجموعة قصصي- ذلك الكتاب لم يكن يشبه ما اعتدته، لا رسوم فيه، غلافه أصفر باهت كتب عنوانه بخط غير جذاب داخل إطار أخضر عبد الحميد بن هدوڤة، ”الجازية والدراويش” رواية، ماذا يحدث عندما تلاقي نملة عملاقا في كامل جبروته، أذكر دهشة طفولتي أمام ”الزمن الأول” الباب الذي يقفل على الطيب بطل الرواية، لم يتطلب الأمر إلا إكمال الصفحة الأولى لأقع في حبها لأعشق تفاصيلها العالقة إلى الآن بنبضي السابعة، العين، الهاوية، حجيلة، الجازية الأسطورية، عايد، الطالب الأحمر، صافية، الدراويش، الحضرة الجامع، الرعيان، الشامبيط بقيت أهذي بتلك التفاصيل لسنوات أمي كانت تقول: ”الجازية والدراويش” دروشاتك، وقتها شعرت أني خدعت لأني لم أقراك قبلا كيف لهم أن يخفوا عني أنا ”السوسة” كتبك بقيت أتساءل دوما كيف كتبتها بتلك الروعة؟ من أين كنت تأتي بكل ذلك السحر؟ أردت أن أكتب رواية وأنا في التاسعة كنت أشعر بالغيرة منك غيرة الأطفال الصادقة مازلت إلى الآن أغار من النصوص التي تعجبني وأتمنى لو كنت كاتبتها.
سيدي، عزيزي، أستاذي، أبي ”عبد الحميد بن هدوڤة” روايتك تلك شكلت ذوقي ربت حلما شرسا بالكتابة في داخلي جعلتني أؤمن صدقا أني ولدت لأكتب وفقط في كل مرة أقرأ نصا جميلا تقفز ”الجازية والدراويش” إلى جهة القلب لتأكد مرة بعد مرة أنها أجمل بكثير.
حنان بوخلالة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.