لا يختلف السيد فرانسوا هولاند رئيس فرنسا والصديق المفترض للمسؤولين الجزائريين الحاليين عن البرلمانيين الذين قاموا بحركات بذيئة تجاه الجزائر والجزائريين، فالرئيس الفرنسي الذي حظي باستقبال جماهيري كبير لا يضاهيه إلا استقبال أبطال ”أم درمان” العفوي الصادق، والذي تطوع أحد الحركى الجدد بتقبيل يده كما يقبل العبد يد سيده، هذا الرئيس وضع أهداف فرنسا ومصالحها العليا فوق كل اعتبار وأعطى للمنبطحين من المسؤولين الجزائريين أصبعه الوسطى نظير ما قدموه من تنازلات ومقابل ما أهدروه من شرفهم وشرف الناس الذين يحكمون باسمهم.. فرنسا الاستعمارية ستبقى كذلك، فلا أخلاق تحتكم إليها ولا مواثيق أو معاهدات تلتزم بها.. فرنسا تريد الحل الأمني في مالي والجزائر تريد الحل السلمي، ومن شاهد التطبيل والتزمير وزحف مسؤولينا على البطون من أجل إرضاء الساسة الفرنسيين، يعتقد أننا سنرجح كفة الحل الأمني، وأن فرنسا بما قدمناه لها لتجارينا ولو إلى حين، لكن العكس هو الذي حصل، وكأن فرنسا الاستعمارية ترى تنازلاتنا وهباتنا وهدايانا وحسن استقبالنا والتسهيلات التي تمنح لها في مجال الاستثمار أمرا عاديا يقوم به مسؤولو دولة مازالوا مستعمرين ومستعبدين فكريا.. لا يستطيع أن يكذب علينا وزير الخارجية للدولة الجزائرية المستقلة بأن فرنسا استأذنت بشن الحرب في مالي، لأننا نعلم علم اليقين بأنه تفاجأ مثلنا بالأمر، وأنه كالزوج المطعون في شرفه المغدور في عرضه، آخر من يعلم.. لا نستغرب والحال كهذه أن يهتم الشعب الجزائري بصحة الرئيس الفينزويلي هوجو شافيز وأن يفتحوا له صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، داعين من المولى عز وجل أن يشفيه ويعيده إلى شعبه سالما معافى. وليس غريبا أن يمتد الدعاء له بالشفاء إلى المساجد وكأن الشعب الجزائري يبحث عن رجال يستطيعون قولة ”لا” حين يجب قولها ويتحدون كل الدول من أجل مصلحة أمتهم وشعبهم.. فتحية لهولاند المحب لفرنسا ولشافيز العاشق لفنزويلا..