اعتبرت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال العملية الإرهابية التي استهدفت القاعدة الغازية بتقنتورين بمنطقة إن أمناس في إيليزي، بأنها استفزازية ضد الجزائر، محملة الحكومة الفرنسية مسؤولية العملية وموت الرهائن، كون العملية العسكرية والحرب التي تقودها فرنسا في مالي تستهدف من خلالها ضرب استقرار الجزائر وبالتالي توصلت إلى مبتغاها بعد عبور طائراتها الحربية لأجواء بلادنا. أما بشأن تذمر المسؤولين الغربيين من التدخل العسكري في القاعدة الغازية فأكدت حنون أن ”الجزائر لن تطلب الإذن من الإدارة الأمريكية أو من فرنسا أو بريطانيا أو النرويج عندما يتعلق الأمر بمسائل لها علاقة بالتراب الوطني أو سلامة شعبها أو مكافحة الإرهاب، وهي كلها بعيدة كل البعد لإعطائنا دروسا في هذا المجال”. واتهمت حنون الحكومة الفرنسية بالتسبب في العملية الإرهابية التي استهدفت القاعدة الغازية لتقنتورين بمنطقة إن أمناس. وقالت حنون في لقاء طارئ، أمس، لإطارات ولاية الجزائر العاصمة، إن ”الحكومة الفرنسية هي المسؤولة عن العملية الإرهابية وهي المسؤولة عن الاختطافات وهي المسؤولة عن موت الرهائن”. وتابعت ”لقد بدأنا ندفع فاتورة التدخل العسكري الفرنسي في مالي، كما ندفع فاتورة ترويج الإعلام الفرنسي لسماح الجزائر بتحليق الطائرات العسكرية الفرنسية وعبور أجوائها باعتبارها شريكا في الحرب على مالي”، معتبرة هذا الترويج بمثابة ”استفزاز للجزائر، وتحريض على جر الجزائر إلى مستنقع الحرب”. واستغربت حنون التعليقات التي صدرت عن البيت الأبيض، أو الرئيس الفرنسي، أو حتى الوزيرين الأولين البريطاني والياباني، وقالت إن ”هؤلاء أبدوا استعدادا لإرسال قوات عسكرية، خاصة إلى الجزائر للمشاركة في العملية العسكرية التي استهدفت الجماعة الإرهابية التي اقتحمت القاعدة الغازية تحت غطاء المساعدة العسكرية”، وتابعت بأن ”هؤلاء أرادوا استغلال هذه القضية للتدخل العسكري في بلادنا”، معتبرة الأمر ”نية خبيثة لتوريط الجزائر والسماح بالتدخل الأجنبي العسكري وهو ما رفضته الجزائر”. وبالنسبة للمتحدثة فإن الجزائر دفعت فاتورة غالية أثناء مكافحة الإرهاب، وكانت طريقة معالجتها للأزمة فريدة من نوعها وهي من بين الدول القليلة التي استطاعت حل أزماتها الأمنية، حيث لجأت إلى مكافحة الإرهاب وفي الوقت نفسه إلى البحث عن حل سياسي وسلمي للأزمة، فضلا عن اعتماد سياسة تنموية اقتصادية واجتماعية كون الإرهاب يتغذى من الفقر والبؤس والحرمان. كما أشارت حنون إلى طابع المنشأة المستهدفة، وحساسية المكان، ما يوحي حسبها بأن ”الاقتصاد الجزائري هو المستهدف”، في حين تشن فرنسا حربا في مالي للدفاع عن مصالحها الاقتصادية الاستراتيجية في هذا البلد دون مراعاة سيادة الدول الأخرى، وهي تريد من الجزائر أن ”تكون باكستان ثانية وتتصرف فيها كمستعمرة قديمة متناسية أن الجزائر احتفلت مؤخرا بخمسينية استقلالها”.