استبعدت المؤسسة الوطنية للمحروقات ”سوناطراك” استئناف العمل والإنتاج في منشأة تيڤنتورين في عين أمناس في الأيام القليلة المقبلة، بدواعي ترتبط بالمقام الأول بتأمين المنشأة وكل المنطقة المحيطة بها من المخاطر المرتبطة بالهجومات الإرهابية. وأشارت مصادر من سوناطراك إلى أن استئناف المنشأة العمل مرهون بقيام الجيش بإزالة كافة الألغام التي زرعها المسلحون داخلها، خلال العملية الإرهابية التي شنها نهاية الأسبوع الماضي، قبل أن ينطلق العمال المهندسون في إعادة ترميم الأجهزة والمصالح التي تعرضت للخراب بسبب الاشتباكات بين قوات الجيش والجماعات الإرهابية. وذكرت مصادر ”الفجر” بأن عملية تطهير المحطة من الألغام المزروعة يستغرق على أقل تقدير 48 ساعة، بغض النظر عن الوقت الذي تتطلبه إعادة بعث التجهيزات المعطلة الذي من المقرر أن يتواصل لأسابيع في حالة استقرار الوضعية الأمنية، وعدم تكرار المواجهات قبل إعادة بعث نشاط المحطة وعودتها إلى الإنتاج مجددا. في تصريح للمسؤول الأول عن المؤسسة، قال الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد الحميد زرقين إن هدف المجموعة المسلحة كان ”تحطيم المجمع كليا”، في وقت وصف الخسائر المادية التي تعرضت لها المنشأة ب ”خسائر قليلة”، بينما أعلن وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي عن توقيف ضخ الغاز من المنشأة النفطية بسبب التهديد الأمني الكبير الذي شكلته العملية ”الإرهابية”، إلى حين تجاوز الأزمة وإعادة استتباب الأمن، وقدرت مصادر من داخل شركة سوناطراك أن حجم الخسائر التي تتكبدها الشركة جراء توقف المنشأة عن العمل تصل إلى 11 مليون دولار يوميا. ومن ناحية مقابلة، أكد وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي هذا السبت عدم تقلص صادرات الجزائر من الغاز. وقال أن ”شركاءنا لم يتضرروا من الوضع كما أننا لم نقلص من صادراتنا الغازية”، حيث سيتم تعويض النقص في الإنتاج بإنتاج حقول أخرى”، بينما تحفظ على تقييم حجم الأضرار التي ألحقت بمركب الغاز جراء الاعتداء، قبل أن يضيف أن ”الملاحظات الأولى التي سجلها الخبراء تبين أن الخسائر غير جسيمة بفضل وقف تشغيل التجهيزات بالموقع الغازي”. يذكر أن مركب تيڤنتورين الذي تم تشغيله عام 2006 ينتج ويعالج الغاز الطبيعي والغاز المكثف بطاقة إنتاجية تقدر ب 9 مليار متر مكعب في السنة يستخرج من حقول تيڤنتورين وحاسي فريدة وحاسي وإن أبشو ووان تارديرت، وسمح المركب الغازي الذي يسير بالشراكة بين مجمع سوناطراك والمجمعين البريطاني بريتيش بيتروليوم والنرويجي ستاتويل برفع حجم الصادرات الغازية الجزائرية نحو السوق الأوروبية. سعيد. ب الخبير الاقتصادي والنفطي مراد برور ل”الفجر” ”توقف منشأة تيڤنتورين ظرفي ولن يؤثر على صادرات الغاز” قال خبراء اقتصاديون أن مركب عين أمناس لن يكون له تأثير كبير على الصادرات الغازية باعتبار أن توقفه سيكون ظرفيا، وأضافوا أن هذه القاعدة النفطية ” تيڤنتورين” تلعب دور الضغط لكي لا ينخفض الإنتاج من الآن إلى غاية 2018 وتوقفها لأيام لن يكون تهديدا للاقتصاد الجزائري. وقال الخبير الاقتصادي مراد برور في اتصال مع ”الفجر” أن أهمية منشأة عين أمناس هو أن يزيد الضغط لكي لا ينخفض الإنتاج في السنوات المقبلة وسيتم إعادة تشغيله ”مرهون بالوقت الذي تستغرقه عملية نزع الألغام في الموقع”. أما فيما يخص الصادرات الوطنية من الغاز فلن تتأثر حسب ذات الخبير لأن الحقول الغازية بعين أمناس لا توجه للتصدير الخارجي مباشرة بل تمر على المركز الوطني لتوزيع الغاز بحاسي الرمل الذي يستقبل أنابيب الغاز من كل القواعد والمنشآت النفطية في الصحراء الجزائرية، ومن ثم يتم توزيعه إلى الخارج، لذا شدد برور على ضرورة استيعاب فكرة أنه لن يؤثر كثيرا على الاقتصاد الوطني، واعتبر تقديرات الخسائر والأرقام المقدمة في الوقت الراهن تفتتقر إلى الدقة. وكان وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، قد أكد أن الجزائر لم تقلص من صادراتها الغازية جراء الاعتداء الإرهابي على الموقع الغازي بمدينة عين أمناس. وأضاف يوسفي في تصريح بثته الإذاعة الجزائرية عقب زيارته للجرحى من الرهائن أن ”شركاءنا لم يتضرروا من الوضع كما أننا لم نقلص من صادراتنا الغازية ولم نعمل سوى على تعويض النقص في الإنتاج بإنتاج حقول أخرى”. ويمثل المشروع الاستثماري قرابة ملياري دولار، وتبلغ طاقته الإنتاجية تسعة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا، أي ما نسبته 12 بالمائة من الإنتاج الجزائري، ويلعب دورا بارزا في رفع إيرادات الجزائر من المحروقات العام قبل الماضي بنسبة 29 بالمائة حيث وصلت إلى 72 مليار دولار، وتنتج الجزائر حاليًا 1.2 مليون برميل من النفط يوميًا و62 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا بما يعادل 206 ملايين طن من معادل بترول منها 147 مليون طن تنتجها شركة سوناطراك.