شرع التلاميذ، هذه الأيام، في إجراء الفرض الأول من الفصل الثاني، على أمل الكثير منهم خاصة أولئك الذين تحصلوا على نتائج ضعيفة خلال الفصل الأول، تحقيق نتائج أفضل وهو الأمر الذي يبدو أنه غاية في الصعوبة حسب المتابعين للشأن التربوي بسبب استمرار مشاكل الفصل الأول، وحل البعض منها فقط، إضافة إلى أن سلاح الإضراب الذي تشهره النقابات خلال هذه الفصل بعد انتهاء مهلة ال 100 يوم التي أعطيت للوزير عبد اللطيف بابا احمد، قد يؤدي إلى نتائج أكثر كارثية إذا ما تم التوقف عن التدريس، وهو ما سينعكس سلبا على نتائج التلاميذ المخفقين خلال الفصل الأول، في ظل نقص التكفل النفسي بهم سواء على مستوى الأسرة أوالمدرسة، والتي لا يسمعون فيها إلا طلبات وأوامر تطالبهم بتحقيق الأفضل وعدم تكرار ”فضيحة” الفصل الأول. رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد: ”الوزير الجديد وراء النتائج الضعيفة ل 8 ملايين تلميذ” في محاولة لشرح الأسباب الرئيسية وراء النتائج الكارثية ل 8 ملايين تلميذ خلال الفصل الأول من السنة الدراسية الجارية، والتخوف من تكرارها خلال الفصل الثاني، ربط رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد، في مقابلة مع ”الفجر”، ضعف معدلات المتمدرسين بتعيين وزير جديد على رأس القطاع مع بداية الموسم الدراسي، وذلك قبل أن يؤكد أن تحسن هذه النتائج في الفصل الثاني يبقى مرهونا بوجود هدنة بين النقابات المستقلة والوصاية. عرفت نتائج الفصل الأول وحسب التقارير التربوية تراجعها كبيرا، فالمعدل الوطني لم يتجاوز 7 على 20، ففي رأيكم هل سبق وأن عرف ذلك قطاع التربية خلال السنوات الماضية؟ وما هي الأسباب الرئيسة لهذه النتائج الكارثية؟ إن النتائج الهزيلة المسجلة مع بداية هذه السنة لم يعرفها أبدا قطاع التربية خلال السنوات الماضية، وسببها الظروف الاستثنائية التي عرفها القطاع بداية من الاكتظاظ الذي شهدته مختلف المؤسسات التربوية خاصة في الثانوي، جراء التحاق كوكبتين من التعليم المتوسط إلى الثانوي، الذي أدى إلى نقص عدد المقاعد الدراسية ما خلق حشر ما يزيد عن 45 تلميذا في القسم الواحد، وأحيانا أكثر، في ظل مشكل تأخر استلام المشاريع الجديدة في مختلف الأطوار وخاصة الثانويات الجديدة. وهناك مشكل آخر ساهم كثيرا في تدني نتائج الفصل الأول، والتي لها علاقة وطيدة بالانتخابات المحلية التي نظمت في نوفمبر المنصرم، والتي جعلت 54 ألف أستاذ يتركون أقسامهم ويهتمون بمنصب المير، وزادت حدته تأخر استلام منحة 3 آلاف دينار التي لم يستلمها عدد كبير من المتمدرسين في وقتها، ف 15 بالمائة من مجمل 8 ملايين تلميذ لم يستلموها حتى شهر ديسبمبر المنصرم أي 129 ألف منهم. كما أن الدخول المتأخر للعديد من التلاميذ والأساتذة في عدة ولايات ساهم بشكل كبير في تدني النتائج، حيث لم تبدأ الدراسة في ولايات مؤسسات تربوية عدة حتى نهاية أكتوبر، خاصة بسبب غياب الأقسام الذي أدى إلى فتح أقسام لتلاميذ ثانوي في الابتدائي أو في المتوسط، والذي خلق ضجة كبيرة أخرت عملية بدء الدروس، ضف إلى عوامل أخرى عديدة تخص النقل والوسائل البيداغوجية ونقص الأساتذة في المناطق النائية والجنوب. هل يمكن أن تربط النتائج الكارثية المحققة بقدوم الوزير الجديد للتربية؟ أكيد أن هذا من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء هذه النتائج ، فمجيئ عبد اللطيف بابا احمد إلى قطاع التربية جاء في وقت حساس، باعتبار أن التعديل الحكومي كان في 4 سبتمبر، وهو التاريخ الذي تزامن مع عودة الأساتذة وإدارات المؤسسات إلى مناصب عملهم بعد عطلة الصيف، قبل أن يلتحق 8 ملايين تلميذ إلى مقاعد دراستهم بعد أقل من أسبوع، ما جعل الوزير بابا احمد الذي نصب على القطاع من قبل الرئيس غير مدرك بعد لمشاكل قطاعه، وغير مستوعب لمدى حجم احتياجات الأسرة التربوية، والتي لا يمكنه أن يحصيها في ظرف أربعة أيام ما جعلها تتراكم وتبرز من خلال النتائج السيئة للمتمدرسين بسبب القرارات المستعجلة غير المدرسة التي طبقت في آخر لحظة، والتي كان يمكن تفاديها إذا تم التعديل الحكومي خلال فصل الصيف أو قبل نهاية الموسم الدراسي بأسابيع، ما كان سيعطى الفرصة للوزير الجديد معرفة قطاعه قبل الدخول في موسم جديد. الفصل الأول انتهى والتلاميذ بصدد اجتياز الفروض الأولى الخاصة بالفصل الثاني، هل يتوقع الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ تحسنا في النتائج أم أنها ستكون ذاتها؟ توقعنا هو أنها ستعرف تحسنا باعتبار أن الظروف التي عايشتها المؤسسات التربوية في الفصل الأول هي ظروف استثنائية، لن تتكرر، باعتبار أن العديد من مسؤولي القطاع سيعملون على تدارك الأخطاء وتحسين الظروف في ظل استلام مؤسسات جديدة وعدم وجود انتخابات فيما تبقى من الموسم الدراسي، علاوة على أن كل المتمدرسين لهم مقاعد دراسية ولهم أقسامهم، إلا أن التخوف الوحيد والذي قد يعيد سيناريو النتائج الضعيفة هو إضرابات النقابات والأساتذة والتي باشرتها في 16 جانفي، والتي قد تسبب إذا ما تكررت زوبعة في القطاعات واضطرابات قد تؤخر الدروس وتعود بالسلب على التلاميذ، ما يجهل النتائج الإيجابية مرهونة باستقرار القطاع وبهدنة الوزارة مع الشركاء الاجتماعيين. غنية توات لهذه الأسباب كانت نتائج التلاميذ فيه ضعيفة حسب ”الكنابسات” ”الفصل الأول طويل والدروس كثيفة” أرجع المجلس الوطني المستقل للتعليم الثانوي والتقني (الكنابسات) ضعف النتائج المدرسية للتلاميذ خلال الفصل الأول إلى كثافة الدروس في هذه الفترة وطولها، مقارنة بالفترات الأخرى من جهة، وصعوبة تأقلم تلاميذ السنوات الأولى في كل الأطوار بعد انتقالهم من مرحلة لأخرى، من جهة أخرى. وصف المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (الكنابسات)، الفصل الأول للعام الدراسي ب ”المستقر” وهذا لعدم حدوث حركات احتجاجية أو اعتصامات أو إضرابات وهو ما جعل التلاميذ مرتاحين وهو أمر ساهم في إبعاد الضغط عنهم. الأمر الثاني الذي سجله (الكنابسات) حسب المكلف بالإعلام بالنقابة بوديبة مسعود، هو سير الدروس بصورة عادية وطبيعية في كل الأطوار ولكل السنوات حيث سجل فيها تقدما وفق الرزنامة المخططة لها، وهو ما ساعد التلاميذ على إجراء الامتحانات في وقتها المحدد. أما بالنسبة للامتحانات ونتائجها، حسب التقارير الواردة من طرف الإدارة، فإنها تراوحت بين ”المتوسط”، ”الضعيف” و”ما دون المتوسط”، وهو مشكل يأمل في معالجته وتجاوزه خلال الفصل الثاني من العام الدراسي، مرجعا ضعف النتائج المحصل عليها الى طول فترة الثلاثي الأول مقارنة بالفترات الأخرى، كما أن الدروس التي يتلقاها التلاميذ وينجزونها كثيرة وكثيفة، ولذا التلميذ مجبر على التحضير للامتحانات من خلال المراجعة والحفظ لهذه الدروس والتلميذ، وهي الصعوبة التي جعل النتائج هزيلة. ومن جهة أخرى، وبالنسبة للسنوات الأولى لكل الأطوار خلال الفصل الأول الدراسي، يضيف المتحدث في تصريحه ل ”الفجر”، أن انتقال التلميذ من طور إلى طور يجعل تأقلمه صعبا للغاية بسبب العديد من المتغيرات، وبالتالي التأثيرات الناجمة عن هذا الوضع تداعياتها تظهر في النتائج المدرسية المحصل عليها. وفي السياق نفسه، كشف المتحدث ذاته، أن النتائج المدرسية في اللغات كانت ضعيفة هي الأخرى، وذلك لغياب أهداف واضحة ودقيقة من دراسة اللغات، لأن المتوخي منها -حسبه- يكمن في تسهيل عملية التواصل مع الآخرين وتبادل المعارف والمعلومات والخبرات. أما بالنسبة للمواد العلمية حسب مسؤول الإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مسعود بوديبة، فإن ما يلاحظ على هذه الشعب أن التلاميذ في السنوات الأخرى أصبحوا ينفرون ويهربون منها، حيث يتوجهون لشعب أخرى ومواد أخرى، وذلك بسبب غياب آفاق واضحة وأهداف. وأكد المتحدث، أن تكوين الأساتذة على البرامج الجديدة من شأنه أن يجعل الأستاذ يعمل في راحة وبعيدا عن الضغط كما هو الحال بالنسبة للتلميذ كونهما معنيين بالعملية. ن. ق. ج
أخبار المدارس الثانوية الجديدة بالرقيبة بالوادي مشروع مؤجل إلى حين أبدى، سكان بلدية الرقيبة بوادي سوف، غضبهم من تأخر إنجاز الثانوية الجديدة التي وعدت السلطات بإنجازها منذ نحو 4 سنوات تقريبا، ولم تجسد في الميدان لحد اليوم بسبب نزاع نشب مؤخرا حول أرضيتها مع بعض المالكين للأرض التي سوف ينجز فوقها المشروع، وهو ما اعتبره السكان استهتارا بالدولة وبالحق العام. واضطر هذا الوضع بالسكان إلى الاحتجاج الذي تحوّل في آخر مرة وقع إلى مسيرة، شارك فيها المئات من السكان والشباب الذين رددوا شعارات منددة بتأخر إنجاز المشروع وبصمت السلطات الوصية. وقام المحتجون بالتوجه إلى مقري البلدية والدائرة أين أغلقوهما بالكامل ومنعوا دخول المسؤولين إليها، كما أوقف المحتجون الدراسة بالمؤسسات التربوية القريبة منهما، خاصة ثانوية الساسي رضواني الوحيدة بحيث أخرج المحتجون كل التلاميذ. ويشتكي السكان من تماطل السلطات الولائية في تنفيذ وعودها خاصة عقب تململ أصحاب الأرض التي سوف تنجز فوقها الثانوية في بيعها بالسعر الذي اتفقوا عليه سابقا مع مصالح البلدية، وهو التراجع الذي زاد في سخط السكان من تهاون السلطات الولائية في استعمال حق الملك العام لصالح المشاريع العمومية، خاصة وأن تأخر إنجاز الثانوية الجديدة كان وراء التسرب المدرسي بسبب تسريح التلاميذ نتيجة الإكتظاظ الحاصل في الثانوية الوحيدة التي يتجاوز عدد التلاميذ بها في القسم الواحد 50 تلميذا، والأمر متوقف على وفاء السلطات الولائية بوعودها بإنجازها في أقرب الآجال. ويشار أن الثانوية الوحيدة ببلدية الرقيبة حاليا يدرس بها نحو 1400 تلميذ وتعاني عجزا رهيبا كان وراء تسريح نحو 180 تلميذ هذه السنة نتيجة عدم وجود قاعات كافية لتدريسهم. محمد. س المدارس مسرح ل ”التلاعب ونهب المال العام” بسطيف كشفت مصادر ”الفجر”، بأن المؤسسات التربوية بولاية سطيف، تحولت مؤخرا إلى ملاذ مفضل للممارسات ”غير القانونية والتلاعب ونهب أملاك الدولة”. وتعد قضية عرقلة مشاريع ربط بعض المؤسسات بمادة الغاز الطبيعي رغم تواجدها وسط مناطق حضارية والأنابيب تمر بجانبها بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، فقد كشفت مصادرنا، عن وجود ”تلاعبات صارخة” استنادا إلى التقارير التي أعدها مؤخرا بعض المدراء لهذه المؤسسات. وتأتي قضية ما أسماه هؤلاء ب”مافيا المازوت” في الواجهة ،حيث عملت بعض الأطراف كل ما بوسعها من أجل عرقلة و تأخر مشاريع الربط في العديد من المستويات، من أجل تمديد فترة الاستفادة من مادة المازوت لهذه المؤسسات، كون أن هذه المادة تخضع للفواتير التي تكون فيها عملية التلاعب بالأرقام سهلة، على خلاف مادة الغاز التي تخضع للعداد في حساب الكميات المستهلة ولا دخل للإدارة في ذلك، إلى جانب النهب الحاصل في المطاعم المدرسية. ونشير إلى أن معظم المطاعم المدرسية بالبلديات الواقعة شمال ولاية سطيف، لا زالت تقدم وجبات باردة للتلاميذ بالرغم من مرور أشهر عديدة على الدخول المدرسي، حيث أن بلدية ”بوقاعة” تحصي لوحدها أكثر من 17 مدرسة ابتدائية لازالت معظم مطاعمها مغلقة، والتي هي في الخدمة تقدم وجبات باردة، ولكن في الورق عكس ما هو في الواقع، لذلك تم تخصيص 40 مليار لكل بلدية قصد تدارك عجز الغاز وربط المؤسسات بهذه المادة. سفيان خرفي أساتذة وتلاميذ ثانوية ”مسقم عبد القادر” بفوكة يطالبون بالأمن هدّد أساتذة ثانوية مسقم عبد القادر وأولياء التلاميذ ببلدية فوكة شرقي تيبازة، بشن إضراب مفتوح في حال بقيت الأوضاع على حالها، ولم تستجب الجهة المعنية لمطالبهم التي يردون تحقيقها على الفور. وأقدم هؤلاء على تنظيم وقفة احتجاجية بساحة الثانوية لعدة ساعات، ورفضوا مزاولة مهامهم البيداغوجية، للتعبير عن غضبهم واستنكارهم الشديدين لانعدام الأمن بالمسالك المؤدية إلى الثانوية، والتأخر في تحويل أرضية محاذية للمؤسسة إلى فضاء لرمي النفايات، ما أدى إلى انبعاث الروائح الكريهة من كل جهة وحال دون تمكن الأساتذة من ممارسة مهنتهم على أحسن وجه، ليبقى التدريس والتركيز في الدروس محل احتجاج من قبل التلاميذ وأوليائهم، ناهيك عن مشكل الاكتظاظ والضغط الرهيب بأقسام الدراسة. ويطالب الأساتذة المهددون بالإضراب والمدعمين بوقفة أولياء التلاميذ معهم، بضرورة توفير الأمن بالمسلك الذي يستعمله التلاميذ للاتحاق بأقسام المؤسسة التعليمية، ملمحين بالدخول في إضراب مفتوح في حال تأخرت الجهة المعنية في تسوية الوضعية الحرجة قبل فوات الآوان. بدورهم، رفع أولياء التلاميذ الانشغالات الخاصة بهم إلى الجهات الوصية، متمثلة في ضرورة توفير الأمن عبر المسالك التي تربط مؤسسة أبنائهم بمختلف الأحياء المجاورة لها، نتيجة انتشار عصابات الإجرام والاعتداء التي تتربص ببناتهم على وجه الخصوص.