كنت إلى زمن غير بعيد من بين الذين استكثروا على السادة نواب الشعب مبلغ الثلاثين مليونا التي يتقاضونها شهريا.. ولا أخفي عنكم الحسد الذي كان يسيطر عليّ حين أسمع بأرقام المرتبات التي يتقاضاها بعض مسيري الشركات الجزائرية الكبرى.. لكن وبعد اطلاعي على المبالغ الخيالية التي تسلم أسبوعيا إلى بعض لاعبي كرة القدم عندنا في الجزائر وليس في مدريد أو برشلونة أو بعض دول الخليج العربي.. قلت بعد اطلاعي على هذه المبالغ تراجعت عن استكثاري وحسدي وقلت اللهم ارزق نوابنا ومسؤولي شركاتنا من حيث لا يحتسبون وقهم شر الحساد من أمثالي.. وإذا استثنينا من حديثنا نواب ”حك تربح” الذين أفرزتهم انتخابات العاشر من ماي 2012 فإن النائب هو زبدة المجتمع وصفوة الصفوة من الذين انتخبوه وزكوه واختاروه لينوب عنهم ومن حق هذا ”المختار” المرتب الكافي والمركب الوافي والمأكل الشافي والمشرب الصافي والفراش الدافئ.. أما المسؤوليات الأخلاقية وحتى الجنائية الكبيرة الملقاة على عاتق مديري المؤسسات الكبرى فتنوء بحملها الجبال ومن حقهم تقاضي المرتب الذي يستحقونه ويستأنسون به وقت الشدة والضيق... أما لاعبو كرة القدم في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية فما الفائدة من حشو جيوبهم كل مرة بالدينار واليورو والدولار وما الجدوى من تركيز ساستنا وجهازنا التنفيذي بالذات على كرة مفلسة لم نجن من ورائها إلا الإحباط تلو الإحباط ولم نحصد من فريقها غير مرض السكري وضغط الدم...؟! أتمنى أن يصدر قرار جمهوري يقضي بحل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وكل تبعاتها وتوزيع الأموال المخصصة لكرة القدم على باقي الرياضات... من المؤكد أن الشعب الجزائري لن يضيع ولن ينقرض من دون هذه الرياضة... وكل خيبة والجزائر بألف خير.