صار لدي ما يشبه الاعتقاد بأن هناك أشخاصا أصبحوا يتعمدون تشويه رموزنا التاريخيين والإساءة إليهم ومحاولة النيل منهم بشتى الطرق والوسائل، ويلفقون عنهم القصص ويقولون عنهم أمورا باطلة، حتى أنك وأنت تستمع إلى ما يقولون أو يكتبون تعتقد أنهم يتكلمون عن شخصيات أخرى غير التي تعرفها وقرأت وسمعت عنها. ولم يسلم من ألسنتهم الوقحة وأقظلامهم البذيئة إلا من رحم ربك يلصقون التهم وينسجون أحداثا يدعون أنها حدثت، لاتهام هذا بالعمالة والخيانة، وذاك بالتصفية الجسدية لرفاقه، وذلك بادعاء الوطنية، فيوبا الثاني عميل لروما ولم يقدم لوطنه الجزائر ما يستحق أني ذكر به ويخلده، والأمير عبد القادر استسلم للمستعمرين من دون شرط وقيد، وعبد الحميد بن باديس لم يطالب بالاستقلال، ومصالي الحاج مجرد رجل أناني نرجسي يحب الزعامة، وبن بلة تلميذ غبي لعبد الناصر، وعبان رمضان وضعته فرنسا ليكون عينا على القادة الأوائل للثورة التحريرية، أما هواري بو مدين فألصقت به كل التهم ونسبت إليه جميع الكوارث التي حلت بالجائر منذ نشأتها إلى يومنا هذا، فهو ديكتاتور ودموي مستبد، قام بتصفية رفاقه ولم يسع إلى بناء دولة لا تزول بزوال الحكومات والأفراد، بل سعى إلى بناء شخصيته على حساب وطنه وشعبه... والغريب في الأمر أن جل من (يتعقب) رموزنا ويحاول تقزيمها أمام الرأي العام من فئة الشباب الذين لم يعايشوا هذه الشخصيات، حتى أن يوميات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي، أصبحت تعج بهذه الأكاذيب والتلفيقات، والويل كل الويل للذي يحاول أن يدافع عن شخصية ما وتجرأ وكذب ادعاءاتهم.. إذا كنا غير قاديرن على تمجيد رموزنا، فمن باب أولى وأحرى ألا نتعمد الإساءة إليها وذلك أضعف الإيمان...