انطلقت، بعاصمة الكورنيش جيجل، مع نهاية الأسبوع، النشاطات المميزة للقافلة الطبية النفسية للتحسيس والكشف عن عن الأطفال المصابين بأمراض التوحد، السكري، والتريزوميا وهذا بساحة خشة بحي موسى، أين كان التفاعل كبيرا ومدهشا للعائلات المارة والفضوليين، لاسيما أن العديد من الآباء لازالوا يخجلون من إبراز العاهات أوالإعاقات التي ولد عليها أولادهم أوالسلوكات غير السوية التي يعانون منها. وقد تم توزيع أزيد من 2000مطوية تحسيسية بهده التظاهرة. القافلة الطبية النفسية، حسب منسق الخلية الجوارية للتضامن بجيجل زيغة، ستجوب أغلب المدن الكبرى للولاية كما هو الحال الميلية، وزيامة منصورية، وستحط رحالها هذا السبت بالطاهير. وقد نظمت من قبل مديرية النشاط الاجتماعي والحركة الجمعوية كالهلال الأحمر الجزائري، الخلية الجوارية للتضامن التابعة لوكالة التنمية الاجتماعية، وتهدف أساسا إلى خلق ديناميكية اجتماعية بإشراك المجتمع المدني في التحسيس بخطورة هذه الأمراض على الأطفال مستقبلا، وكذا شرح الأعراض الخاصة بهذه الأمراض للأمهات والآباء بالساحات العمومية حتى يقوموا بنفسهم بتشخيص حالات أبنائهم، وفي حالة الشك يتم تحويلهم إلى المختصين للتكفل بهم. وقد اجتهد النفسانيون والأرطوفونيون وإطارات الحركة الجمعوية، لاسيما جمعية داء السكري وجمعية الإدماج المهني للأطفال المصابين بالتريمزوميا21 وجمعية المصابين بالتوحد في تفسير مرض التوحد، والذي هو انطواء الشخص على عالمه الداخلي، وهو أيضا اضطراب عصبي سلوكي يتميز بتشوه في التفاعلات الاجتماعية المتبادلة، وكذا تركيبات سلوكية مقيدة ومحدودة متكررة تظهر جانيبا عند الأطفال الصغار. ومن بين إشارات التوحد 3 نقاط أساسية إن غابت عن سلوك الطفل ابتداء من الشهر 18، وهي غياب التصويب بالأصبع عندما يريد لفت الانتباه لشيء ما، وغياب اللمسات العينية أوالتحديق في العين عندما لا يحدق في عينيك وأعين الآخرين، وغياب اللعب المقلد. وأشار المختصون ل”الفجر” أنه لا يوجد علاج خاص بالتوحد، وإنما هناك عدة وسائل علاجية كالتكفل النفسي الديناميكي، والهدف منه مساعدة الطفل على النمو ببرامج تربوية تحتوي نشاطات بيداغوجية وإعادة التاهيل التربوي والمناهج السلوكية، والتي تسعى إلى تدريب الطفل على اكتساب سلوك مستقبلي يظهر نوعا من الاستقلالية. أما مرض التريزوميا 21، أو ما يسمى أيضا بمتلازمة داون، فهو عبارة عن خلل في التركيبة الكروموزومية بوجود نسخة إضافية ثالثة للكروموزوم 21 بالخلية الأساسية، ما يسبب قصورا ذهنيا ونفسيا وحركيا مع ضعف الإدراك والمعرفة. وهؤلاء الاطفال يستدعون تكفلا سريعا بهم من طرف فريق من المختصين والملاحظة والمتابعة مند الولادة. كما يقوم طاقم القافلة بحملات تحسيسية أخرى حول أمراض أخرى ذات أهمية واسعة في المجتمع الجزائري في الأسابيع القادمة، وهذا في إطار إحياء الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، بالتنسيق مع الحركة الجمعوية ووسائل الإعلام. ياسين بوغدة