لم يستبعد البياطرة القيام باستقالة جماعية ما لم يتم منحهم الاستقلالية عن المسؤولين المحليين الذين اتهموهم بالتدخل في قراراتهم وبعرقلة ممارسة مهامهم، وذلك في وقت بلغت نسبة إضراب الثلاثة أيام 90 بالمائة وطنيا. حسب النقابة الوطنية للبياطرة، فإن أصحاب هذه المهنة يتعرضون لضغوطات كبيرة، خاصة وأن الأمر قد وصل بالبعض إلى حد التدخل في قرارات البيطري التي تخص الصحة العمومية، داعية في هذا الإطار السلطات العمومية إلى منحها الاستقلالية عن الهيئات المحلية واستحداث مديريات ولائية تضم جميع البياطرة. وفي السياق ذاته، تسبب الإضراب الذي شنّه البياطرة، بداية من، أول أمس، الأحد،في شل معظم المذابح على الوطن، الأمر الذي أجبر عمال هذه المذابح على مغادرتها طالما أنه لا عمل ولا هم يحزنون. وحسب إبراهيم شيحة، المسؤول بالمكتب الولائي للنقابة البيطرية بأم البواقي، فإن نسبة الإضراب بولايته بلغت ال90 بالمائة، فيما بلغ على مستوى ولايات الشرق ال99 بالمائة، أما نسبته الوطنية فقد تجاوزت ال90 بالمائة. وجاءت هذه الحركة الاحتجاجية التي شرع فيها حوالي 1700 بيطري على المستوى الوطني، كمحاولة من النقابة الوطنية للبياطرة لإلزام وزارة الفلاحة على إعادة هيكلة المصالح البيطرية مركزيا ومحليا، بحثا عن الاستقلالية خاصة في ظل التدهور الكبير الذي تشهده المذابح على مستوى الوطن. وأشار محدثنا إلى أن حوالي 30 بيطريا لبوا نداء الإضراب الذي دعت إليه النقابة الوطنية للبياطرة على مستوى ولاية أم البواقي، والذي تطالب بإنشاء مديرية مستقلة للمصالح البيطرية. من جهة أخرى، أفاد مصدر محلي مسؤول بالمديرية الولائية للفلاحة والتنمية الريفية لأم البواقي ل ”الفجر”، أن عدد البياطرة الذين يشتغلون بمديرية الفلاحة ولبّوا نداء الإضراب قليل جدا، وهو ما يعني أن الإضراب الذي دعت إليه النقابة الوطنية للبياطرة ”فاشل”. ”الفجر” قامت بجولة عبر الأسواق الشعبية ومحلات القصابة ببعض مدن الولاية كعين مليلة، أولاد حملة، عين كرشة وسوق نعمان ولم نلاحظ تسجيل أي اضطراب في سوق اللحوم، حيث كانت الوفرة موجودةوعملية البيع والشراء تسير بطريقة عادية وهو الأمر الذي أرجعه الطبيب البيطري علاوة بوتي، إلى أن جميع الجزارين سارعوا نهاية الأسبوع الماضي، إلى اقتناء كميات معتبرة من مختلف أنواع اللحوم تحسبا لهذا الإضراب، كما أن الكثير من محلات الجزارة أصحابها يعتمدون في اللحوم التي يعرضونها للبيع على الذبح غير الشرعي، فضلا على العزوف المعروف لغالبية المواطنين عن اقتناء وشراء اللحوم الحمراء الطازجة خاصة بسبب غلاء أسعارها الفاحش. ويقول محمد الذي وجدناه في السوق، إنه لم يشتر اللحم الطازج منذ عيد الأضحى الماضي بسبب غلاء أسعاره وأنه اعتاد على اقتناء حاجيته من اللحوم المجمدة الأقل تكلفة وأنه لم يسمع بالإضراب الذي شنه البياطرة مطلقا. ويشار إلى أن العدالة كانت قد قضت بعدم شرعية إضراب البياطرة، وهو الموضوع الذي كان فحوى مراسلة بعثت بها مصالح وزارة الفلاحة إلى مديرياتها الولائية.