أكد الرئيس بوتفليقة، على أهمية وضع استراتيجية المقاولة وريادة الأعمال النسائية ضمن البعد الإقليمي والعالمي الجديد، حيث شدد على ”أهمية إدراج التغيرات الحاصلة بالنسبة للمرأة في هذا المستوى ضمن متطلبات التحولات الكبرى الحاصلة على النطاق العربي والعالمي المتعلق بطبيعة وإشكال الإنتاج الجديد ودور التكنولوجيات المتقدمة في ذلك”، معتبرا أن هذا المؤتمر ”يشكل اعترافا لا شك فيه بأن المقاولة النسائية أصبحت حقيقة اقتصادية ينبغي أخذها بعين الاعتبار في مسار البناء الاقتصادي وفي نقل المرأة إلى أداء أدوار أخرى في الحياة الوطنية والعربية تتميز بالفعالية والتحدي والإبداع”. وأشار الرئيس بوتفليقة، في كلمة إلى المشاركين، أمس، في أشغال المؤتمر الرابع لمنظمة المرأة العربية قرأها مستشاره محمد علي بوغازي إلى أنه ”من العسير، اليوم، الحديث عن إمكانية تخطي النساء العربيات لما واجهنه من صعاب وعراقيل في العقود الماضية بما يملكنه من إرادة وقدرة على المثابرة واستمرارية في العمل”، مستدلا في ذلك بتقرير التنمية الإنسانية العربية لسنة 2005 الذي رسم ”صورة قاتمة عن وضع المرأة الاقتصادي في المنطقة بسبب ضيق سوق العمل وبطء إنشاء فرص للعمل جديدة والتفضيل الاجتماعي غير المستند لأسباب موضوعية بينهن وبين الرجال عند توفر فرص العمل”. وأوضح رئيس الدولة أن المتغيرات التي حصلت منذ تلك الفترة ”أكدت الإشارة الإيجابية التي جاء بها التقرير والمتعلقة بازدياد النساء صاحبات الأعمال” مثلما أكدت أيضا ”الدور الذي لعبته السياسات الاقتصادية المعدة تجاه تمكين المرأة والتي تضافرت بشأنها الجهود ومنها جهود منظمة المرأة العربية”. و أكد الرئيس بوتفليقة أن منهجية العمل قد ”اتضحت بشكل جلي لتجاوز هذا الواقع وتصحيح مساره من خلال الحرص على القيام بدراسات مسحية لإدراك مواقع الخلل سواء ما تعلق بالتوزيع الجغرافي للمشاريع في كل بلد أو مدى إنجازها وطبيعة الجهة المنفذة والجهة الممولة وكذا الفئات النسائية المستهدفة من المشاريع”. كما أبرز الرئيس بوتفليقة، دور الجزائر التي ”جندت كل الوسائل وقامت بكل التدابير لأجل أن تستكمل مسار النهوض بالمرأة وتبوئها المكانة اللائقة بها على الصعيد السياسي الاقتصادي على حد سواء”. وقال الرئيس إن ”في الجزائر كانت المرأة عبر التاريخ منتجة في بيتها في حقلها وفي محيطها المباشر وغير المباشر تساهم في الإنتاج الفلاحي والحرفي والمنزلي إلى جانب دورها كأم وربة بيت، لم تكن النساء الجزائريات يعشن إلا من إنتاجهن وهن في الريف في تكامل تام مع أشقائهن الرجال من أجل اكتفاء ذاتي وإن كان في الحدود الدنيا”. ودعا الرئيس المرأة إلى عدم الاكتفاء بما تحقق لديها من نجاح ”بل أن تعمل لتسود روح المقاولة النسائية مجتمعاتنا وتصبح كصيرورة تحول الفرص المتاحة إلى إنتاج سلع وخدمات وإطلاق أعمال وكاستراتيجية ورؤية مستقبلية لمجتمعاتنا تسعى لان يكتمل الدور الذي يقوم به النساء والرجال في تحقيق التنمية الشاملة في بلداننا”. وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول إن ”هذه الاستراتيجية وهذه الرؤية المتكاملة ينبغي أن تكون إحدى غايات هذا اللقاء خاصة في هذه الفترة التي يعرف فيها العالم العربي تحولات عميقة تهدف إلى رفع التحدي الاقتصادي ومكافحة البطالة التي تمس المرأة في المقام الأول”.