انتقلت أمس إلى رحمة الله المجاهدة نسيمة حبلال عن عمر يناهز 85 سنة بعد صراع مع المرض، تعد الراحلة من الرعيل الأول للمجاهدات اللواتي انخرطت مبكرا في معركة تحرير الوطن، حيث انضمت إلى صفوف حزب الشعب وهي لم تتجاوز سن 16 من عمرها عندما أثرت فيها مجازر الاستعمار الفرنسي في حق شعبها، وكانت شاهدة على بعض تلك المجازر أربع شباب تعفنت جثثهم دون أن يكون لهم حق الدفن. كانت نسيمة حبلال السكرتيرة الشخصية لعبان رمضان، كما صارت السكرتيرة الخاصة بلجنة التنظيم والتنفيذ بعد مؤتمر الصومام، وقد ساعدها عملها في مكتب الحاكم العام على تأدية هذه المهمة واستثمار علاقاتها الكبيرة مع محيطها في خلية القصبة كانت رفقة مامية شنتوف وفاطمة زكار ويبيعون صحف حزب الشعب الجزائري ويجمعون التبرعات لصالح عائلات المناضلين من السجناء. كما كانت غرفة العائلة بفيلا ”لقولوار”، قرب حديقة التجارب بالحامة، مكانا لاستقبال المناضلين المتخفين من الملاحقات الاستعمارية، حيث استقبلت في بيتها عبان رمضان بعد خروجه من السجن كانت تعد تقاريره الشخصية وترتب المواعيد، بحيث كان عبان ينظم مواعيده ويدير لقاءاته بصفة سرية من فيلا لقولوار؛ هناك عقد اجتماعات لتنظيم أول منطقة حرة بالعاصمة، بمعية عمارة وأمحمد يزيد وأمحمد بن مهل السكرتير الخاص لمصالي الحاج وغيرهم.كانت نسيمة حبلال، أول من اشتغل على إصدار العدد الأول من جريدة المجاهد ”كانت تجمع مادتها من المناضلين تقوم برقنها وتوضيبها رفقة حمود هاشم المعروف بالسي حسين، كانت الجريدة تعد بصفة سرية عند أحد المناضلين في رويسو، كان يملك مصنعا لتحميص القهوة”.. هذا المناضل منحهم الطابق العلوي ؛ حيث كانت نسيمة تشرف على رقن الجريدة والسي حمود هاشم يقوم بطبعها والمادة التي تصدر في الجريدة ترد من المناضلين من مختلف الجهات ونسيمة حبلال تتلقى التوجيهات من طرف عبان رمضان أو أمحمد يزيد. القي عليها القبض وسجنت عدة مرات حيث تم اقتيادها إلى مقر القبعات الزرق في حسين داي وفيلا سوزوني. وكانت جلسات التعذيب تدوم من الحادية عشرة ليلا إلى السادسة صباحا ”علقوني من قدمي ورأسي إلى الأرض ووضعت لي الكهرباء في أماكن حساسة من جسدي وشلت يدي بسبب الكهرباء”، هكذا اعترفت لي في آخر حوار لي معها بمناسبة خمسينية الاستقلال تنقلت بين خمسة سجون بين الجزائر وفرنسا. مع الكثير من المناضلات والمناضلين أمثال فاطمة زكال، جميلة بوحيرد، فضيلة مسلي، مريم بلميهوب، باية الكحلة، محمد لونيس، عمارة رشيد، عبان رمضان، أمحمد يزيد حمود هاشم، بن خدة وغيرهم. بعد الاستقلال عينت المجاهدة نسيمة كأول مديرة لمركز التكوين المهني ببئر خادم؛ حيث أشرفت على تنظيم عدة مراكز في الأبيار وبوزريعة وعاشت آخر أيامها منبوذة ومهمشة عاشت في بيت ايل الى السقوط حيث كان الجيران يشرفون على شؤونها.