يجري بالبلديات التابعة لدائرة اولاد عطية، الواقعة في أقصي المنطقة الغربية لولاية سكيكدة، إنجاز برنامج قطاعي في ميدان الطرق يندرج ضمن البرامج الكبرى في إطار المخطط الخماسي للتنمية، والذي يكتسي أهمية استتراتيجية وحيوية بالغة لتأثيراتها المباشرة علي التنمية المحلية، وخصوصا الفلاحة الجبلية والسياحة. يشتمل البرنامج الذي يحقق نسبة أشغال تقارب السبعين في المائة، على توصيل الطرق المعبدة بطول خمسة وأربعين كلم إلى العديد من القري الواقعة في المناطق الغابية المعروفة بكونها ثروة اقتصادية حيوية في إنتاج الفلين والصنوبر الحلبي والقسطل، وأصناف الزراعات الجبلية الكبرى. ويتضمن برنامج الشبكة كذلك مد طرق عديدة يتراوح طولها بين سبعة إلى عشرة كيلومترات إلى التجمعات السكنية الواقعة في غابات تيزغبال والأخري الممتدة علي الشريط الغابي بين قنواع والولجة وطريق ساحلي سياحي، بطول عشرة كيلومترات، يصل الطريق الوطني بين القل وأولاد عطية وشاطىء منطقة الداموس، التي تتوفر علي عدة شواطئ غير مستغلة بسبب صعوبة المسالك الريفية والغابية. ويساعد إنجاز المسلك على تطوير السياحة المحلية وحركة الاصطياف بالذات، حيث يعرف الداموس كل سنة إقبالا واسعا من المصطافين الذين يفدون إليه من كل جهات الوطن رغم عدم اعتماده من طرف الاجنة الولائية كشاطئ مسموح، كما يساهم الوصول إلى هذا الشاطئ برا وعبر طريق معبد في إنعاش حركة الاستثمار في ميدان السياحة وفتح المجال أمام القطاع الخاص في إقامة فنادق وإقامات سياحية ومراكز عائلية للتخييم، وهي المنشآت التي يشتكي المصطافون من غيابها علي طول الشريط الساحلي للولاية الذي يصل طوله إلى مائة وأربعين كلم. وتسمح شبكة الطرق الجاري إنجازها باتجاه المناطق الغابية للمنطقة بإعادة إنعاش عملية استغلال ثروة الفلين التي تمتاز المنطقة بها وتنفرد عن باقي جهات الولاية، وهي الثروة التي مازالت غير مستغلة بالقدر الكافي وبوسائل حديثة من شأنها أن تؤدي إلى إقامة مصانع ووحدات صناعية صغيرة تستوعب أكبر عدد ممكن من الشباب البطال. دائرة اولاد عطية كانت قد استفادت بداية 2010 بمشروع تهيئة وإنجاز طريق يربط القل بأولاد عطية، ثم شرع العام الماضي في إنجاز طريق ولائي آخر يمتد إلى غاية الحدود مع ولاية جيجل ويبقي الاشكال القائم، والذي يتطلب برامج أخرى في القطاعي والمخططات البلدية للتنمية لفك العزلة عن التجمعات الجبلية في إطار برنامج التجديد الريفي، خصوصا أن الدائرة لم تستفد من قبل ببرامج جديرة في هذا الميدان.