تعرضت الشركة الوطنية لأشغال الآبار، أكبر فروع العملاق سوناطراك، إلى عملية اقتحام لمقريها، وتعطيل نشاطاتها منذ ساعات الصباح الأولى من نهار أمس، في سابقة هي الأولى من نوعها، احتجاجا على عدم استفادتهم من مناصب الشغل التي بالغت المصالح الوصية في الإعلان عنها لامتصاص غضب سكان الجنوب. كشفت مصادر ”الفجر” أن مئات البطالين القادمين من عدة مناطق بورڤلة اقتحموا، صباح أمس، مقري أكبر شركة للعملاق سوناطراك، وهي الشركة الوطنية لأشغال الآبار، احتجاجا على عدم استفادتهم من مناصب شغل محترمة، وذلك في حدود الساعة السابعة صباحا حينما اقتحم مئات الشباب مقرها، وأقدموا على غلق قاعدتي 20 أوت و11 ديسمبر 1970 بحاسي مسعود، معبرين عن كامل امتعاضهم وقمة استياءهم لاستمرار الوضع على ما هو عليه رغم سلسلة الاحتجاجات التي نظموها، والتي فرضت على المصالح المختصة المسارعة إلى خلق مناصب شغل لامتصاص غضب المواطنين، والحد من الفوضى التي كانت تهدد بعواقب وخيمة قد تمتد تأثيراتها لتعصف بالبلاد. وأعرب المحتجون عن غضبهم وسخطهم من الوضعية التي يتواجدون عليها رغم تداعيات الأشهر الأخيرة، والتي جعلت المسؤولين في حالة استنفار قصوى لدرء الفتنة، وندد المحتجون الذين كانوا في ثورة غضب من عدم استفادة أي مواطن من حاسي مسعود من المناصب ال60 التي تم تخصيصها مؤخرا، ولم يأت على ذكر أي بطال من المنطقة في قائمة المستفيدين التي تم تعليقها، في الوقت الذي كان فيه الجميع يترقبها بفارغ الصبر. وبمجرد اقتحام الشباب مقري الشركة سارعت مصالح الأمن إلى المنطقة وتمكنت من السيطرة على الوضع، في وقت يصر فيه المحتجون على تصعيد غضبهم وإيصال طلباتهم إلى المسؤولين مرة أخرى، حيث تجمهروا في محيط القاعدتين، مرددين شعارات مناهضة ل”الحڤرة والتهميش”. ويأتي هذا الاحتجاج بعد أيام فقط من تفجير فضيحة تورط أكبر فروع سوناطراك في قضايا فساد، حيث تجرى حاليا تحقيقات معمقة بالشركة الوطنية لأشغال الآبار ”أو أن تي بي” التي تعتبر أكبر فرع لسوناطراك مختصة في حفر الآبار، وذلك مباشرة بعد ورود معلومات تتحدث عن ”تجاوزات” بإبرام صفقات مشبوهة وسوء التسيير، والرشوة والتزوير واستعمال المزور والمحسوبية والتوظيف عن طريق المحاباة لصالح جهات تم التحفظ عن هويتها، حيث لا تزال التحقيقات متواصلة.