فتح رئيس شبكة ندى، عرعار عبد الرحمن، النار على المسؤولين الجزائريين، واتهمهم بتجاهل حاجة المواطن إلى الأمان في بلد خرج من أزمة أمنية، وأطلق العنان لمخاوفه التي قال إنها واقعة لا محالة في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه. أصبحنا على موعد مع قصص مأساوية عن اختطاف الأطفال واغتصابهم، هل يمكن الحديث عن خطر يهدد أطفالنا؟ مستوى العنف في ارتفاع مستمر، والشريحة الأكثر ضعفا في المجتمع هي الأطفال الذين سيكونون ضحايا هذا العنف المتزايد، والمشهد الحالي على مأساويته قابل للتفاقم أكثر بالنظر إلى غياب معالجة ممنهجة لأن الحل ليس فقط بيد الأمن، والأيام المقبلة ستبرهن على أن التحولات التي تعرفها الجزائر مستقبلا بمعية عدة دول ستنعكس بالسلب على المواطن و الطفل خاصة. ظاهرة اختطاف الأطفال وقتلهم أخذت منعرجا خطيرا خلال الأشهر الأخيرة، هل نحن أمام ظاهرة جديدة للجريمة المنظمة في الجزائر؟ إن تزايد الانحراف في المجتمع الجزائري يفتح الأبواب أمام انتشار مختلف أنواع الجريمة، وقد يطالعنا الإعلام يوما عن وجود مافيا منظمة وربما تكون دولية تختطف الأطفال لاستغلال أعضائهم.. كل شيء وارد، بالنظر إلى عدم معالجة المشاكل المتراكمة عند الشباب، والتي أعقبت العشرية السوداء، وهو نوع آخر من العنف سيعصف بالمجتمع ويفقد المواطنين الأمان فعلا. لابد من المسؤولين استيعاب درجة الخطورة والتحرك لحلها لأن مناخ الجريمة المنظمة موجود، ومحتمل جدا أن نسمع لاحقا عن دوامة جديدة من العنف يتورط فيها مجهولون ويذهب ضحيتها أطفال لحساب شبكات خطيرة تغذت من الأوضاع المتردية. تناقلت الصحف المغربية مؤخرا تفشي ظاهرة اختطاف الأطفال هناك، هل يمكن القول إن الظاهرة أصبحت مغاربية؟ هي تتعدى ذلك إلى ظاهرة إقليمية ودولية، ولكن مخلفاتها ليست متشابهة بالنظر إلى اختلاف المجتمعات، وبالنسبة للجزائر الأوضاع أكثر من خطيرة لأنها لم تتخلص بعد من مخلفات أزمة أمنية كادت تدخل البلاد النفق المظلم. وكما هو معلوم فجرائم القتل والاغتصاب وغيرها من الجرائم تخلق بعد الأزمات الكبرى. والجزائر، عكس جيرانها، تعيش حاليا ميلاد مثل هذه الجرائم التي قد تتهيكل لتعطيها صبغة منظمة وقد تنفلت الأمور من أيدي السلطات.