يتطلع سكان بلدية واد الزهور، الكائنة في أقصى الجهة الغربية لولاية سكيكدة، باهتمام كبير للشروع في أشغال بناء السد، وهذا بعد أن أقدمت الوكالة الوطنية للسدود في وقت سابق على إلغاء الصفقة التي أبرمتها مع مؤسسة صينية ولم تعاود لحد الآن اختيار شركة أخرى للبدء في الأعمال، رغم مرور مدة زمنية طويلة أصبحت في غير صالح المشروع الذي يتخوف الجميع من مصيره. تقدر طاقة السد بثلاثة وعشرين مليون متر مكعب وسبعة وأربعين مليون تدخل إلى السد، وهو مخصص لتزويد البلدية وأجزاء من بلدية الميلية المجاورة لواد الزهور والتابعة لولاية جيجل بالمياه الصالحة للشرب، فضلا عن سقي أراضي صالحة للزراعة بالبلديتين. وكانت ولاية سكيكدة قد حازت مشروعين آخرين لبناء سد في رمضان جمال، وآخر ببلدية بوشطاطة، لرفع طاقة المياه الموجهة لسقي الأراضي الفلاحية وحماية التجمعات السكنية الواقعة في المنخفضات في الجهتين الغربية والجنوبية للولاية، ومنها مدينة سكيكدة، إلا أن المشاريع الثلاثة مازالت تراوح مكانها في انتظار تصحيح الدراسات التقنية وإيجاد شركات أجنبية متمرسة في هذا النوع من المشاريع. الري الفلاحي يعد في الوقت الحاضر بالولاية أحد اكبر الهواجس والانشغالات المطروحة علي الساحة المحلية، إذ لا تتعدى الأراضي التي تتلقي فعليا مياه موجهة للسقي أكثر من ثلاثة عشر الف هكتار، فيما تتعدي المساحات القابلة للسقي وذات القدرات العالية في الإنتاج المتعدد الأنماط حوالي مائة وثلاثين الف هكتار. وهناك مساحات شاسعة غير مستغلة تحتاج للمياه لإنتاج كل أنواع الخضر والحبوب والفواكه. والولاية تحصي حاليا أربعة سدود كبرى ومحطة لتحلية مياه البحر بطاقة مائة الف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب، واحتياطات مائية جوفية لا نظير لها ونسبة تهاطل للأمطار مقدرة سنويا بألفي ملمتر في السنة.