تتوفر ولاية سكيكدة على قدرات مائية هائلة ، حيث تقدر المياه السطحية حسب المصالح المعنية بحوالي 1620 مليون متر مكعب في السنة، منها 293 مليون متر مكعب مخزنة و 102 مليون متر مكعب، تذهب دون الاستفادة منها، فالولاية تمتلك أربعة سدود كبرى، وهي سد زردازة بدائرة الحروش بقدرة استيعاب سنوية تصل إلى 17 هكتومتر، ، بنسبة امتلاء لا تتعدى الخمسين في المائة، يوزع منها 18 ألف متر مكعب يوميا لسكان دائرة الحروش للتزويد بالمياه الصالحة و 3 هكتومتر مكعب لسقي الأراضي الزراعية، كما يعرف هدا الأخير مشاكل تقنية جسيمة، منها على الأخص الطمي والأوحال المتراكمة فيه، والتي تحد من قدراته الكبيرة، بالرغم من ان الوكالة الوطنية للسدود تقوم بأشغال منذ 3 سنوات لاستخراج الأوحال والطمي وتوسيع مجال الاستيعاب، إلا أن هذه الأشغال أصبحت لم تعط نتيجة كبيرة و تتطلب خبرة تقنية عالية المستوى وإمكانيات كبرى. ويشغل سد القنيطرة في أم الطوب، غرب الولاية، بنصف طاقته تقريبا المقدرة ب 118 هكتومتر مكعب، وبلغت مؤخرا نسبة امتلائه 75 في المائة، وتوجه كمية 40 ألف متر مكعب يوميا لتزويد المنطقة الصناعية ومدينة سكيكدة وبلدية سيدي مزغيش بالمياه الصالحة وحجم 8.5 هكتومتر مكعب للسقي. كما تقدر طاقة استيعاب سد زيت العنبة ببلدية بكوش لخضر ب 118 هكتومتر مكعب، مع بلوغ نسبة الامتلاء 87 في المائة، موجهة لتزويد دائرتي عزابة وبن عزوز بالمياه الصالحة، إلى جانب أجزاء من سكيكدة ب 195 مترا مكعبا يوميا بالمياه. وخصص من هذه الكمية جزء ب 12 هكتومتر مكعب للري الفلاحي. أما الرابع وهو سد بني زيد، تقدر طاقته النظرية ب 40 هكتومتر وجهت أغلب مياهه لتزويد بلديات الجهة الغربية للولاية بالمياه الصالحة، وتقتطع كمية ب 1.1 هكتومتر مكعب للري الفلاحي. وقام مكتب دراسات فرنسي متخصص في الانجازات المائية بدراسات تقنية ببلدية زردازة بالقرب من أودية منطقتي بوخمام وبوحاجب، وتصل طاقته النظرية إلى 71.5 هكتومتر مكعب وحوضه 319 للكيلومتر مربع، ومكتب دراسات برتغالي لبناء سد في بوشطاطة بطاقة نظرية تقدر ب 8.5 هكتومتر مكعب. ويوجد كذلك كمشروع لبناء سد في بلدية زاد الزهور بطاقة 22.9 هكتومتر مكعب كلفت شركة صينية بإنجازه ابتداء من الفاتح ماي الماضي، إلا أن أشغاله لم تبدأ بعد لأسباب تقنية ومادية، ليسحب من هده الاخيرة في انتظار منحه لشركة اخرى . كما استفادت الولاية، في إطار المخطط الخماسي الأول، من مشروع يتمثل في مخطط لتصفية مياه الصرف الموجهة لسقي 1700 هكتار من الأراضي. وتبقى الإحصائيات التي تقدمها مصالح الري شكلية، كمتوسط الحصة اليومية من المياه الصالحة التي يتلقاه المواطنون يقدر ب 137 لتر في الثانية يوميا، ويلغ طول الشبكات 89 في المائة وعدد محطات معالجة المياه الخمسة وعدد الخزانات 359، حيث تعرف أحياء في عاصمة الولاية لا تتزود إلا مرة في الأسبوع وبكمية قليلة، في حين العديد من التجمعات السكنية في المناطق الغربيةوالجنوبية والشرقية بدون شبكات ، وقد تشهد دوائر بأكملها، لاسيما الدوائر الأم القديمة مثل عزابة والقل، من نقص فادحا في المياه الصالحة بسبب قدم شبكات التوزيع التي أقيمت في الخمسينات، وحتى في عاصمة الولاية ذاتها بعدد من السكنات. وتشهد في العديد من المرات مدينة القل غرب سكيكدة ازمات متتالية في التزود من المياه الصالحة للشرب، بسبب الاعطاب المتكررة التي تصيب القناة الرئيسية لسد بني زيد، بالإضافة إلى بلديات حمادي كرومة “واد القصب"بفلفلة والحدائق والمنطقة الصناعية للمدينة، زيادة على رواق جنوب الولاية الذي يضم بلديات بني بشير ورمضان جمال وصالح بوالكروة وصالح بوالشعور والحروش وامجاز الدشيش، كلها تتزود بالماء الشروب انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر المتواجدة بالمنطقة الصناعية، التي تم إنجازها سنة 2009 بطاقة إنتاج تقدر ب مائة ألف متر مكعب في اليوم. وقد عرفت سياسة تسيير الماء بالولاية انتقادا كبيرا من قبل المواطنين للإمكانات الكبيرة التي تحوزها، لا سيما فيما يخص بطء عملية إصلاح الأعطاب التي تتم حسب التقرير بطرق جد بدائية لا تتجاوب مع طبيعة الصيانة الواجب القيام بها، ناهيك عن بقاء العديد من الأعطاب دون إصلاح لمدة طويلة مما يؤدي إلى تدهور الطرقات والأرصفة وضياع كميات معتبرة من المياه.