قررت سوناطراك تخفيض سعر الغاز لشهر جوان ب85 سنتا خوفا من فقدان أسواق جديدة في أوروبا، وهو ما سبق وأن نشرته ”الفجر” بناء على ضغوط تعرض لها المجمع العمومي الجزائري من شركة ”إيني” الإيطالية ومتعاملين اسبانيين وأوروبيين. وحسبما أوردته وكالة ”بلومبرج”، خفضت الجزائر من خلال شركتها للنفط ”سوناطراك”، من سعر بترولها المصدر إلى الخارج ب 85 سنتا للبرميل، خلال شهر جوان الماضي، كما كانت سوناطراك قد خفضت أيضاً من سعر برميل النفط بما مقداره 30 سنتا، شهر ماي الجاري، في محاولة على ما يبدو للعمل في موضوع الأسعار، بغرض الحفاظ على حصتها في الأسواق، جراء ارتفاع الإنتاج الأمريكي. وتزايد صعود الإنتاج الأمريكي بعد الاكتشافات الكبيرة في ”داكوتا” شمال ولاية تكساس للغاز الصخري، الذي ينافس مباشرة الجزائر التي تنتج نفطا مشابها للإنتاج الأمريكي، ويوجد ضمن هذه الوضعية الصعبة بحسب ”رويترز” كلا من الجزائر ونيجيريا اللتان بدأتا في خسارة أسواقهما، ما يضطرهما للتوجه إلى الأسواق الآسيوية. وقالت مصادر من المجمع الطاقوي سوناطراك في تصريحات سابقة ل”الفجر” أن المجموعة الحكومية رفضت خلال مفاوضاتها الأخيرة مع الإيطاليين تخفيض سعر الغاز إلى الثمن الذي اقترحه مجمع إيني، رغم كافة الضغوط التي فرضها هذا الأخير، مستغلا حادثة تيڤنتورين والمنافسة الروسية. كما أفادت ذات المصادر أن المجمع الجزائري ألح على أنه حتى في حال تخفيض سعر الغاز والذي يعتبر واردا جدا مستقبلا،فلن يتم بالطريقة التي يرغب فيها الطرف الإيطالي، ولو كلفه ذلك عدم إبرام عقد جديد، وهو ما جعل الإيطاليين يخفضون الكمية المستوردة من الجزائر. واعتبرت ذات المصادر في تصريح ل”الفجر” أن أي قرار بخفض سعر الغاز بما يزيد عن 20 بالمائة عما هو متعامل به حاليا استجابة لمطالب الدول الأوروبية، سيجعل المجمع الحكومي الجزائري يخسر في عملية التصدير وسيدفع سوناطرك إلى إنفاق أكثر مما تجنيه، وهو ما لا يتناسب مع طبيعتها كمؤسسة اقتصادية تسعى لتحقيق الربحية، مع العلم أن 98 بالمائة من صادرات الجزائر مدرجة في إطار المحروقات.