التوجه إلى الأسواق الآسيوية والعربية لتغطية تراجع واردات "إيني" قالت مصادر من المجمع الطاقوي سوناطراك أن المجموعة الحكومية رفضت خلال مفاوضاتها الأخيرة مع الإيطاليين تخفيض سعر الغاز إلى الثمن الذي اقترحه مجمع إيني، رغم كافة الضغوط التي فرضها هذا الأخير مستغلا حادثة تيڤنتورين والمنافسة الروسية. كما أفادت ذات المصادر أن المجمع الجزائري ألح على أنه حتى في حال تخفيض سعر الغاز فلن يتم بالطريقة التي يرغب فيها الطرف الإيطالي ولو كلفه ذلك عدم إبرام عقد جديد، وهو ما جعل الإيطاليين يخفضون الكمية المستوردة من الجزائر. واعتبرت ذات المصادر في تصريح ل”الفجر” أن أي قرار بخفض سعر الغاز بما يزيد عن 20 بالمائة عما هو متعامل به حاليا استجابة لمطالب الدول الأوروبية، سيجعل المجمع الحكومي الجزائري يخسر في عملية التصدير وسيدفع سوناطرك إلى إنفاق أكثر مما تجنيه، وهو ما لا يتناسب مع طبيعتها كمؤسسة اقتصادية تسعى لتحقيق الربحية، مع العلم أن 98 بالمائة من صادرات الجزائر مدرجة في إطار المحروقات. وقال المصدر أن سوناطراك كانت قد شرعت منذ أشهر في التفاوض مع دول أسيوية، على غرار باكستان وجيرانها في آسيا الشرقية وكذا أسواق عربية على غرار تونس لتصدير الغاز، وهو ما سينجم عنه اتفاقيات طويلة ومتوسطة المدى، مشيرا إلى أن الجزائر ترفض الضغط الذي تفرضه شركات المحروقات في العالم والتي تهدف إلى أخذ الغاز الجزائري مجانا، مؤكدا ”سوناطراك لن تبيع الغاز مجانا لإيطاليا وإسبانيا ولو كلفها ذلك فسخ كل العقود التي تربط الطرفين”، مشددا على أن الغاز الجزائري ذو نوعية جيدة وسمعة حسنة تجعله مطلوبا في كافة دول العالم. وكان قد اعتبر الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد الحميد زرقين أنه ”من الصعب” بالنسبة للجزائر الحفاظ على أسعار الغاز في ظرف يتميز بأزمة اقتصادية تؤثر على الطلب والأسعار، فيما نفى وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي ذلك وقال أن الجزائر لا تواجه أي ضغوط في عملية تصدير الغاز. وكانت إيني الإيطالية للنفط والغاز قد صرحت أنها توصلت إلى اتفاق مع سوناطراك الجزائرية بشأن عقود غاز طويلة الأمد لعامي 2013 و2014 وقالت ”إيني” في بيان إن الاتفاق سيخفض كميات الغاز التي توردها الجزائر لإيطاليا. وأضافت ”هذا الاتفاق يأتي في إطار برنامج إعادة تفاوض بدأ في الأشهر الأخيرة ويساهم في الأهداف المعلنة للربحية والتدفقات النقدية”. ويقول مراقبون إن الاتفاق يكشف أن قضية الفساد الضخمة التي أثيرت مؤخرا والتي اتهم فيها مسؤولون من ”سوناطراك” و”إيني” لم تؤثر مطلقا في العلاقة القائمة بينهما.