أعلنت باريس استجابتها لطلب طرابلس مساعدتها على بسط الأمن والاستقرار على كامل التراب الليبي، بما فيها حدودها مع الجزائر، التي ستكون على موعد مع حرب منتظرة سيعلنها الليبيون بمساعدة فرنسية، ضد العناصر الإرهابية الفارين من شمال مالي، باتجاه الجنوب الليبي الذي تحول إلى ملاذ آمن لهم بتواطؤ نظرائهم الليبيين. وكشفت فرنسا عن مساعدة تتمثل في معدات حربية ومدربين عسكريين وكذا خبرة أمنية، ولوحت فيه إلى أنها ستتعدى ليبيا إلى كل دول الساحل. صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، فيليب لاليو، أن طرابلس طلبت مساعدة من باريس لتجاوز المشاكل الأمنية التي تعاني منها بعد الإطاحة بالعقيد القذافي، وما رافقها من تداعيات آخرها تحولها إلى متنفس للجماعات الإرهابية الفارة من شمال مالي الذي تعرض على امتداد أشهر لقصف فرنسي استهدفت معاقل الإرهابيين. وقال إن ”الليبيين يطالبوننا بالتدريب والمشورة من جهة، والمعدات من جهة أخرى، ويمكن لفرنسا أن توفر مساعدتها وخبرتها”، وأشار إلى أن المشكلة الأمنية في ليبيا مزدوجة، و”السلطات الليبية واعية تماما بذلك، وهي ترغب في معالجة الأزمة بسرعة، ومن دون الاستهانة بالصعوبات المرتبطة بضبط الحدود التي تبلغ أكثر من 4000 كلم”، مؤكدا أن باريس مستعدة لمساعدة السلطات الليبية. وأضاف، فيليب لاليو، على موقع الكيدورسي، أنه تم إطلاق برامج لتدريب رجال الشرطة والضباط الليبيين، مع العمل على تقوية أمن الحدود، وكشف عن بعثة قوامها حوالي 150 مستشار من مختلف دول الاتحاد الأوروبي، ستتوجه إلى ليبيا في الأيام القليلة المقبلة، لمباشرة تنفيذ برنامج المساعدة، تلبية لدعوة وزير الشؤون الخارجية، لوران فابيوس، الذي شدد على إلزامية تسريع الوتيرة، والقيام أيضا بأمور أخرى مع الليبيين، بالتعاون مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة. من جهة أخرى، أثار المتحدث باسم الكيدورسي، نقطة مهمة، بتطرقه إلى واجبات باريس، والتي ”تتعدى المشاكل الأمنية على الحدود الليبية”، وقال ”إنها المقاربة التي أقرها الاتحاد الأوروبي من خلال استراتيجيته للساحل”، والتي تتضمن بالخصوص تقوية القدرات الأمنية، موضحا أنه وفي غضون أيام قليلة، سيتم استصدار جملة من القرارات والإجراءات من أجل تعزيز ما قد تم الاتفاق حوله.