تسجل السينما الجزائرية غيابها لأولّ مرّة عن فعاليات المهرجان القاري للسينما الإفريقية بخريبكة المغربية، في دورته ال16، المنتظر تنظيمها في الفترة الممتدة من 22 و29 جوان الجاري، لأسباب تبقى مجهولة وتطرح أكثر من تساؤل.. هل هذا إقصاء أم غياب عادي للسينما الجزائرية التي دأبت على حضور هذا الموعد الثقافي القاري، وسط مشاركة15 دولة إفريقية على غرار السينغال ساحل العاج، الطوغو، غينيا بساو، ومصر، وتونس وغيرها. الجزائر التي حضرت في الدورة السابقة، أي الخامسة عشر، لمهرجان خريبكة السينمائي الإفريقي الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي، بفيلم المخرجة فاطمة الزهراء زعموم الموسوم ب”قداش تحبني”، تغيب هذه المرّة وسط تساؤلات كثيرة تبقى إجابتها داخل أسوار الإدارة المنظمة للحدث وكذا القائمين على القطاع السنمائي في الجزائر، ما يثير الشكوك حول عدم استدعائها وطرح السؤال التالي: هل الغياب عادي أم إقصاء للفن السابع الجزائري، كيف لا والمهرجان إفريقي مائة بالمائة. وفي السياق تشارك الدولة المستضيفة للحدث في المسابقة الرسمية بأشرطة سينمائية لم يسبق عرضها بالمغرب، فيما شاركت أخرى في عديد المهرجانات منها حضورها في موعد ”كان” السينمائي في دورته الأخيرة التي انقضت قبل أيام قليلة فقط، حيث يكون فيلم ”خلف الأبواب” للمخرج محمد عهد بن سودة، حاضرا إلى جانب حميد الزوغي بفيلمه الجديد ”بولنوار”، الذي يروي جانبا من تاريخ مدينة خريبكة. وفي السياق تسجل لأولّ مرّة ثلة من الدول حضورها في هذا التظاهرة في إطار انفتاح المهرجان على مختلف الدول الإفريقية، على غرار موريس ومدغشقر، بأفلام جديدة. وبالإضافة إلى العروض السينمائية التي تدخل غمار المنافسة الرسمية تم برمجة مجموعة من النشاطات الثقافية بهدف تعميق البعد الثقافي بين البلدان الإفريقية منذ انطلاقة المهرجان الإفريقي السينمائي سنة 1977، تتقدمها فقرة مهمة حول استعادة الأعمال السينمائية المغربية الني نالت شهرة واسعة وحققت نجاحا منقطع النظير بإشادة النقاد والمختصين. وفي سياق متصل تحل دولة مالي ضيفة على الطبعة ال16، بعد أن تم اختيارها من قبل المؤسسة القائمة على الحدث، بالنظر إلى عدة اعتبارات أولّها المشاركة المبكرة للسينما المالية في مهرجان السينما الإفريقية، منذ دورته الثانية، بفيلم ”الشغل” للمخرج سليمان سيسي الفائز بالجائزة الأولى في فعاليات الطبعة الثالثة بعد مشاركته بشريط ”النور”، فضلا عن تتويج المخرج عبدولاي اسكوفاري بالجائزة الثالثة مناصفة مع الجزائر في الدورة السابعة سنة 2000 عن فيلمه ”فارو بحر الرمال”.