بن جانة: "مساعدات الدول الفقيرة سياسة دبلوماسية لإبعاد خطر التدخل الغربي" كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى ل” الفجر”، أن الجزائر تتكبد فاتورة خسائر كبيرة جراء الحرب في مالي، ولم يقتصر الأمر على استقبال اللاجئين الفارين، بل امتدت إلى مساعدة دول الجوار، حيث تطعم ما يقارب 100 ألف لاجئ مالي بدولة موريتانيا، لقطع الطريق أمام الدول الغربية التي تبحث عن مزيد من التواجد في منطقة الساحل بعد التدخل العسكري الفرنسي في مالي. أوضحت مصادر أمنية ل”الفجر”، على هامش معرض الجيش الشعبي الوطني ”ذاكرة وإنجازات” بمناسبة خمسينة الاستقلال، أن الجزائر تواجه خسائر كبيرة جراء التدخل العسكري الفرنسي في مالي، ولم تقتصر الخسائر على غلق الحدود والرفع من الميزانية لتأمينها من تسرب الأسلحة وتسلل الإرهابيين، بل امتد إلى الجانب الاجتماعي مع نزوح الآلاف من الماليين نحو الجزائر ودول الجوار، حيث وجدت الجزائر نفسها مسؤولة على اللاجئين الماليين بدول الجوار، خاصة بموريتانيا. وكشف المصدر أن الجزائر تقدم مساعدات غذائية لما يقارب 100 ألف لاجئ مالي بموريتانيا، أغلبهم من القبائل العربية والطوارق، يقيمون بمنطقة تزيد مساحتها عن العاصمة نواقشط. وفي ذات السياق، أكد العقيد السابق في الجيش الشعبي الوطني، اعمر بن جانة، في تصريح ل”الفجر”، أنه لا يملك المعلومات الدقيقة حول الموضوع، ”غير أن هذا الأمر وارد، ويدخل في إطار دبلوماسية مساعدة الدول الضعيفة، كموريتانيا، للحيلولة دون تدخل القوى الغربية في المنطقة، والاستثمار في الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها هؤلاء اللاجئون”، مضيفا أن هذه المساعدات واجبة على الجزائر، لتأمين حدودها واستقرارها وضمان أمنها، حتى لا تبقى معزولة، خاصة وأنها دولة محورية. يذكر أن الجزائر، مسحت مؤخرا ديون 14 دولة إفريقية، بقيمة 902 مليون دولار، واستفادت دولة موريتانيا من حصة الأسد بإلغاء ما قيمته 250 مليون دولار.