باريس تطالب بالإفراج عن مرسي وأنقرة تعلق 27 اتفاقية مع القاهرة عاش المصريون ليلة دامية امتدت شرارة نيران أحداثها حتى فجر أمس اختلط فيها الحابل بالنابل خلفت فيها المواجهات عشرات القتلى والجرحى، في الوقت الذي يُنتظر تدخل قوات الجيش والأمن لإخلاء الميادين المصرية وفض اعتصام الإخوان الذين خرجوا أمس في مليونية حاشدة أمس للتنديد بضحايا المواجهات الذين يسقطون يوميا، فيما يلعب الاتحاد الأوربي دور الوسيط لحل الأزمة التي تتخبط فيها البلاد منذ الثلاثين من الشهر الماضي. يتولى الاتحاد الأوروبي مهمة الوساطة والمصالحة بين السلطة الحالية في مصر والإخوان المرابطين في الشوارع والرافضين للوضع من أجل حل سريع للأزمة التي تعصف بمصر، وقالت أمس الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد كاثرين آشتون التي مددت زيارتها ليوم آخر خلال مؤتمر صحفي أن مهمتها تنحصر في المساعدة على مقاربة الأفكار بين كل الأطراف المتصارعة بغية التوصل إلى حل عاجل للأزمة السياسية، داعية إلى بناء ديمقراطية حقيقية في البلاد والقيام بعملية انتقالية شاملة تعززها انتخابات حرة ونزيهة بتشكيل حكومة بقيادة مدنية، مشددة على قدرة الشعب المصري على المضي قدما وطي صفحة الصراعات، وأجرت آشتون محادثات مكثفة التقت خلالها مسؤولين مصريين على غرار الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ونائبه محمد البرادعي، الفريق أول عبد الفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ونبيل فهمي وزير الخارجية، وممثلين عن المعارضة بينهم ممثلين عن حزب الحرية والعدالة وحركة 6 أبريل وحركة ”تمرد” وحزب النور كما اجتمعت بممثلين لتيار الإخوان، وقالت آشتون بأن الرئيس المعزول محمد مرسي بصحة جيدة رافضة كشف تفاصيل اللقاء الذي جمعها به، من جهتها دعت أمس فرنسا إلى إطلاق سراح الرئيس المخلوع محمد مرسي وطالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريحات إعلامية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين بمن فيهم مرسي، مشددا على ضرورة عودة النظام المصري إلى العملية الديمقراطية والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وأضاف أن الوضع في مصر دقيق جدا داعيا الأطراف المتصارعة إلى نبذ العنف والاحتكام إلى الحوار والمصالحة. مقتل 15 شخصا بالقاهرة وإصابة 17 بالإسماعيلية لقي 15 شخصا مصرعهم مساء أمس الأول بينهم 13 ماتوا حرقا واختناقا عقب مشاجرة بمنطقة الأزهر دارت بين باعة متجولين وأصحاب محلات أشعلتها خلافات على أماكن البيع، استعمل فيها المتشاجرون الأسلحة البيضاء والرصاص الحي، وذكرت مصادر أمنية محلية أن الباعة المتجولون أقدموا على احتجاز 13 من أصحاب المحلات داخل متجر وأضرموا النار فيه ما أدى إلى موتهم حرقا. وفي الإسماعيلية شرق القاهرة تجددت فجر أمس الاشتباكات بين مناصري الرئيس المخلوع محمد مرسي ومعارضيه أصيب خلالها 17 شخصا بطلقات خرطوش، وكانت مناوشات نشبت بين الطرفين بمحيط مبنى مديرية أمن المدينة إثر محاولة أنصار مرسي اقتحام المبنى في مسيرة جابت أحياء الإسماعيلية، حيث يمسك الآلاف من أنصار الرئيس المخلوع منذ عزله في الثالث من الشهر الجاري بمظاهرات ومسيرات يومية للمطالبة بعودته إلى الحكم ورفض ما يصفونه انقلابا عسكريا على الشرعية وقائد البلاد المنتخب، وعرفت الحركة الاحتجاجية للإخوان محطات فاصلة في المواجهات مع المعارضين وقوات الأمن أبرزها محاولة اقتحام دار الحرس الجمهوري التي ولّدت أعمال عنف قتل فيها قرابة الخمسين شخص فيما أصيب المئات بجروح متفاوتة، إلى جانب الاشتباكات التي خاضها أنصار مرسي مع أهالي أحياء مجاورة للنصب التذكاري للجندي المجهول أسفرت عن مقتل 74 وإصابة 748 مساء الجمعة وصباح السبت الماضيين. على صعيد آخر ذكر موقع وزارة الداخلية المصرية على صفحة الفيسبوك أن النائب العام المصري سيصدر خلال ساعات قراراً بفض اعتصام أنصار مرسي في القاهرة، يشمل ميداني رابعة العدوية والنهضة. وتركيا تعلق 27 اتفاقية تعاون مع مصر علقت تركيا بعض الاتفاقيات وبرتوكولات التعاون مع مصر في مجالات مختلفة منها المواصلات والتعليم والصحة والبالغ عددها 27 اتفاقية وقعت أثناء زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى مصر العام الماضي، وذكرت مصادر إعلامية أمس أن قرار تعليق بعض الاتفاقيات جاء ردا على ثورة 30 جوان ومقتل وإصابة العديد من المتظاهرين على حد قولها. وأضافت أن ما أسمته بالعقوبة الأولى التي اتخذتها أنقرة ضد القاهرة هو إيقاف صفقة بيع عشر طائرات تجسس دون طيار من طراز ”انكا” أو ”العنقاء” وهي واحدة من الطائرات الأكثر تقدما في العالم مع تجميد كافة المناورات العسكرية بين البلدين وعدم مغادرة السفير الجديد أحمد يلدز إلى القاهرة رغم صدور مرسومه الحكومي سفيرا للعاصمة المصرية في الرابع جويلية الجاري، بالإضافة إلى إنهاء الرحلات البحرية بين مينائي اسكندرون التركي وبورسعيد المصري.