أثار عزم السلطات المحلية بولاية مستغانم على توزيع زهاء 1800 هكتار من الأراضي الفلاحية المهددة بمياه البحر المتوسط على المستثمرين الشبان العديد من التساؤلات حول مدى نجاعة المشروع بفعل انعدام رؤية واضحة لتمويل تجفيف مئات الأمتار المكعبة من مياه البحر القادمة من وادي الطين الذي ينخفض مستواه عن سطح البحر بعدة أمتار ومدى قدرة المستثمرين الجدد على التكفل بالعملية. وعلمت ”الفجر” من مديرية المصالح الفلاحية بولاية مستغانم بشروع مصالح المديرية رفقة مديرية مسح الأراضي لتحديد المساحات التي اختيرت مواقعها في كل من بلديتي الحسيان و فرناكة القريبتين من حوض سبخة وهران المعروف بارتفاع درجة ملوحة أراضيه كما يقطع البلديتين ما يعرف بواد الطين الذي يصب في حوض المقطع بين ولايات وهرانمستغانم ومعسكر بالقرب من شاطئ البحر. ويؤدي انخفاض مستوى الوادي عن سطح البحر بعدة أمتار إلى عودة المياه المالحة من جديد لتتجمع داخل المساحات المحددة للإستثمار الفلاحي في إطار مشروع خلق مستثمرات فلاحية جديدة و تربية الحيوانات. وفيما يؤكد المرسوم التنفيذي المؤطر للعملية على أولوية المستثمرين الشبان يظل الغموض يكتنف قدرة المستثمرين الجدد على الحصول على التمويل والتقنيات اللازمة لتجفيف المساحات المحددة والحد من ملوحتها و للقضاء على الأعشاب التي تنمو في الأراضي الرطبة والمالحة. كما لم يتم تحديد سقف معين للمساحات الممنوحة لكل مستثمر والتي يمكن من خلاله تحديد مدى نجاعة مشروع الإستثمار في حال تخلت الدولة عن التكفل بتجفيف الأراضي و ترك العملية للمستثمرين الجدد. ويذكر أن المصالح الفلاحية بولاية مستغانم قد حددت مساحة تفوق 1800 هكتار لتنفيذ مشاريع الشبان منها 107 هكتارات في منطقة العلب ببلدية سيرات جنوب ولاية مستغانم فيما تتوزع المساحة المتبقية على بلدية الحسيان. وينتظر خلال الأسابيع القادمة كشف بلديات الولاية عما يسمى إعلانا من أجل المنفعة والذي يسمح بتلقي عروض المستثمرين. وقد حدد المرسوم التنفيذي المؤطر للعملية كيفية دراسة الملفات التي تتم في لجان خاصة على مستوى الدوائر في حال كانت المساحة المطلوبة من طرف المستثمر أقل من 10 هكتارات وتدرس في لجنة بالولاية إذا كانت المساحة لا تتعدى 100 هكتار فيما تدرس العروض على مستوى لجنة وزارية إذا كانت المساحة تتعدى 100 هكتار. ويصطدم المشروع بالأضرار التي يسببها وادي الطين الذي يقطع بلديات سيرات الحسيان وفرناكة قبل أن يصب في حوض المقطع الذي يبعد عن مدينة مستغانم بأقل من 30 كلم.