مختصون يحذرون من المخاطر الصحية لمستحضرات التخسيس انتشرت، مؤخرا، بين الجزائريات حمى ”الريجيم”، حيث صارت الشابات، خاصة المراهقات، يتسابقن وراء تناول مستحضرات التخسيس وإنقاص الوزن وهذا من أجل الظهور بمظهر النجمات والعارضات. تلعب المسلسلات والإعلانات التلفزيونية دورا كبيرا في تسويق نموذج معين من الجمال، الذي صار اليوم مطلب الكثير من المراهقات والشابات، حتى لو أدى ذلك إلى تعريض أنفسهن للخطر، خاصة أن الانتشار الواسع لمحلات طب الأعشاب والبيع العشوائي للعقاقير والمستحضرات التي لا يعرف عادة مصدرها ولا تأثيراتها الجانبية خارج كونها تعطي نتائج مثالية للحصول على القوام الرشيق والقد المشدود. وقد يتعدى الأمر حدود المعقول، ليتحول إلى حالة مرضية وإدمان و هوس، يمكن أن يؤدى إلى حالات الوفاة ويعطل وظائف بعض الأعضاء مثل القصور الكلوي أو الهبوط الحاد للسكر ونقص الكالسيوم وفقر الدم، وغيرها من الأضرار الصحية التي يسببها الهوس بالريجيم. وتكفي جولة بسيطة إلى محلات بيع الأعشاب بالعاصمة، لنكتشف أن أغلب السيدات المترددات على تلك المحلات يبحثن عن أنواع من الأعشاب والمستحضرات التي لها تأثير على الوزن، وفي غالب الأحيان فإن اقتناء تلك المستحضرات لا يخضع لأي خبرة أو وصفة، وإنما يخضع دائما لما يتم تناقله بين النساء عن فاعلية تلك المواد والبائع لا نصائح له يقدمها للمن تطلب هذه المستحضرات غير تلبية مطالبها . أحد العاملين في محل بيع الأعشاب بشارع بلوزداد يقول إن أغلب زبوناته متأثرات بما يتم نقله عن الفضائيات والإعلانات التي تقدم مستحضرات الطب بديلا، كأنها الحل السحري من أجل اكتساب قوام رشيق و مظهر مثالي، رغم أن أسعار تلك المستحضرات قد تصل أحيانا إلى حدود خيالية، لكن الهوس بالقوام المثالي يؤدي بالكثير من النساء والشابات للمخاطرة. إحدى السيدات اللواتي التقينا بها في محل ببلوزداد كانت بصدد شراء خل التفاح، تؤكد أنه فعال في إنقاص الوزن، وقالت إنها مجبرة على مراقبة وزنها لأن زوجها يكره المرأة البدينة وهي لا تريد خسارة بيتها. وتضيف أن أغلب صديقاتها يعشن رعب البدانة لأن النموذج الذي يتم اليوم تسويقه في الإعلام والإعلانات يدفع الرجل الجزائري إلى المقارنة، ويحب أن تكون زوجته في شكل النموذج الذي يراه يوميا في الإعلانات والتلفزيون.. ويحذر الأخصائيون من الإقبال الغير مدروس على الريجيم والمخاطر الناجمة عنه، حيث يمكن للشخص أن يكون ضحية مرض فقدان الشهية العصبي الناجم عن ضغط نفسي ومراقبة المهوسة للوزن. هذا المرض الذي يطلق عليه الأطباء اسم الأنوريكسيا يصب يوما بعد آخر أعداد متزايدة من الباحثين عن الرشاقة بدون استشارة المختصين، حيث يرجعه المختصين إلى حصيلة الضغوطات النفسية والاجتماعية التي تدفع بالمرأة و حتى المراهقين، إلى اتباع حمية قاسية بغية الحصول على القوام الرشيق، ولكن في المقابل يتجه بعدها الجسم إلى الانتقام ويصاب الإنسان بالبدانة ويتضاعف وزنه. ويعاني المصابون بهذا المرض من اضطراب نفسي زيادة على خلل في التصرفات والسلوك يعانون من ”فوبيا” الطعام والاكتئاب والإحباط. وينصح المختصون الباحثون عن الرشاقة باتباع حمية غذائية متوازنة والإكثار من تناول الخضر والفواكه خاصة الألياف، مع مراعاة التوازن في الأملاح والسكريات، خاصة ممارسة الرياضة وعدم اتباع حمية غذائية بدون الرجوع إلى المختصين.