يضرب الروائي الجزائري الحبيب السايح موعدا لقرائه برواية جديدة صادرة عن دار العين المصرية للنشر تحت عنوان ”الموت في وهران”، بغلاف ملفت يظهر عليه شاهدة قبر المدعوة وهيبة بوذراع. يشد الروائي القارئ قبل الصفحة الأولى، ليعرف سر الحكاية التي سيقدمها خلال فعاليات الصالون الدولي للكتاب مطلع الشهر القادم. وتدور أحداث الرواية التي أراد بها الحبيب السايح أن يلملم أشلاء ذاكرة الأيام التي عاشها في وهران، حيث وهران هي الحدث داخل الرواية خلال العشرية السوداء. ويتطرق النص إلى الحياة اليومية لسكان مدينة وهران بعاداتهم وحميمية يومياتهم في جوانب المدينة العتيقة، والتي تتحول إلى مكان تنمو فيه كل أنواع العنف ومظاهره، فلم يعد شيء يشجع على البقاء حيا في مدينة ميتة.. وهي التفاصيل التي يلخصها المقطع على غلاف الرواية: ”ومن شرفات بناية وهران ”بويلدينغ” أطلت وجوه عتيقة لأزواج من بقايا الأقدام السوداء. تحتها، من حانة فالوريس (سابقا)، خرج بكؤوس قهوتهم المعصورة مَن تبقى من زبائن كانوا، قبل حوالي ثلث قرن، شبابا وكهولا متوثبين يحتسون البيرة فيها مع الطبعة بالدولمْة والعصبان والسردينة المشوية والبصل والليم أو يشربون ”الاستيس” مع الكَمْية بالحمص والفول والببّوش بالملح والكمون وأنواع الزيتون الملحّم بألوانه الخضراء والسوداء، والبنفسجية خاصة. أو هذا الشراب أو ذاك مع هذه القطعة أو تلك الكَمْية. كانوا يرفعون كؤوسا أخرى، بشراب آخر، أنخابا لأيام أفراح غيّبها أفول زمانهم وخذلتهم فيها شيخوختهم فإن ”عبدقا النڤريطو” لم يكن حدّثني إلا قليلا مما يُبكي قلبه على زمن وهران”. بأسلوبه السردي المميز يخلد الروائي تفاصيل مدينة وهران وحكاية وهيبة بوذراع مع المدينة..