كفة المبيعات ترجح لصالح الناشر الأجنبي على حساب الناشر الجزائري! حملت الطبعة ال18 لفعاليات صالون الكتاب الدولي الذي انطلق الأربعاء، ويستمر إلى غاية ال9 نوفمبر الجاري، بقصر المعارض نادي الصنوبر البحري، ”صفاكس”، بالعاصمة، عدّة تكريمات مست وجوها بارزة في عالم الكتاب والنشر بالجزائر، فيما لم يدرج البعض الآخر في جملة تكريماتها على هامش هذه الطبعة التي عرفت إقبالا معتبرا للجمهور واستحواذ الكتاب العلمي على نسبة إقبال كبيرة من بين أنواع الكتب الأخرى سيما التاريخية والأدبية. تكريم لأعمدة النشر في الجزائر في هذه الطبعة التي تحل فدرالية والوني ببروكسل البلجيكية، ضيفة الشرف فيها، كرمت على هامشها وزيرة الثقافة خليدة تومي، أول، أمس، أبرز الناشرين الجزائريين يتقدمهم عميد الناشرين الجزائريين عمار قرفي تقديرا لتفانيه في مختلف الحرف التي لها علاقة بالكتاب بعد الاستقلال، وبعد مشاركته في حرب التحرير الوطنية، إلى جانب الاحتفاء بمؤسس جمعية الناشرين الجزائريين يوسف نسيب، وكذا المفوضين الذين كانوا على رأس لجنة تنظيم الصالون الدولي للكتاب، على غرار مدير دار نشر القصبة، إسماعيل أمزيان وكذا احمد بوستة من منشورات ”أناب”، بالإضافة إلى المحافظ الحالي لصالون سيلا 18 حميدو مسعودي. وفي الصدد ذاته تمت الالتفاتة بتخصيص وقفة تكريمة ل”المركز الوطني للأبحاث حول الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954” من خلال مديره جمال يحياوي اعترافا بمجهوداته التي بذلها في عالم تطوير النشر بالجزائر. وفي السياق ذاته تأتي هذه التكريمات في ظل عدم تكريم أسماء أخرى فاعلة في عالم النشر والكتاب بالجزائر وتمثلها عديد دور النشر الجزائرية البارزة التي لها صدى واسع عند جمهور القراء والمهتمين والفاعلين في حقل الكتاب والنشر القراءة. الكتاب العلمي ”يرجح” الكفة لبعض الناشرين عرف اليوم الأول في الطبعة ال18 لصالون الكتاب الدولي، الذي يدوم حتى ال9 من الشهر الجاري ب”صفاكس”، توافدا جماهيريا وصف بالمعتبر، ميزته أعداد هائلة في بعض دور النشر الجزائرية والعربية وكذا الأجنبية، بينما سجل بعضها إقبالا ضعيفا لم يعكس مستوى توقعاتها في اليوم الأول، حيث كان التوافد على الكتاب العلمي والمدرسي الخارجي بدور النشر هذه نسبة اقتناء مرتفعة نوعا ما مقارنة بالإقبال على الكتب الأخرى، حيث شهد جناح الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية ومنشورات ”هاشات” الفرنسية التي خصص لها جناحان في الصالون، حضورا مميزا اقتصر على الطلبة لشراء مختلف الكتب المتخصصة في مجال دراسي معين، والقواميس، والكتب العلمية على اختلافها وتعددها بعد أن تم بيعها بأسعار معقولة كانت في متناولهم، حسب ما صرّح به البعض من الطلبة. وفي السياق استحوذت الكتب المدرسية المعروضة بعديد الأجنحة كذلك على حصة معتبرة في الصالون الدولي للكتاب، حيث شهدت إقبالا واسعا من المتمدرسين، إلى جانب تسجيل توافد نسبي على الكتب والألعاب التثقيفية المخصصة للأطفال التي لقيت هي كذلك إقبالا من طرف الأولياء. أجنحة فارغة والكتاب الديني يحافظ على مكانته رغم حضور أزيد من 900 دار نشر، بين جزائرية وعربية وأجنبية، إلا أنّه تم تسجيل فراغها من الكتب التي بقيت مكدسة في صناديق ولم تخرج إلى الرفوف، إلى جانب تيه المتوافدين على الصالون، بحيث لم يعرفوا مكان وجودها بالداخل، رغم امتلاكهم لخريطة تبين مواضع دور النشر المشاركة. لكن بصفة عامة ككل سنة وككل طبعة، يسجل تواجد قوي للكتاب الديني والذي يبقى التوافد عليه كبيرا من طرف المهتمين بهذا المجال سواء من خلال شرائه أو تصفحه بالجناح المخصص لبيعه، سيما إذا كان سعره مرتفعا ولا يقدر الزبون على شرائه، إلا أن البعض رأى بأنّ الأسعار مقبولة وفي متناول الجميع. من جهتها تبقى دور نشر جزائرية معروفة لدى الزائرين والقراء على غرار القصبة، البرزخ، محافظة على مكانها وفضائها المخصص لها في هذا الصالون، سواء من حيث الديكور أو المساحة. من جانب آخر ركزت فدرالية والوني ببلجيكا، في جناحها على عرض الكتب العلمية والتقنية بكمية كبيرة، غير أنّها تميزت بأسعار مرتفعة لم تكن في مستوى تطلعات شرائح مختلفة للجمهور الجزائري الذي أقبل عليها، بالإضافة إلى تخصيصها فضاء للشريط المرسوم، هذا اللون الذي بات يستقطب اهتمام الزائرين والمهتمين به من الجزائريين خلال السنوات الأخيرة، حيث استطاع أن يلفت الأنظار ويحظى بمتابعة معتبرة من طرفهم، لاسيما بعد عرض أعمال شاركت في المهرجان الذي نظم مؤخرا بالجزائر. توقعات بارتفاع نسبة الإقبال خلال أيام الصالون المتبقية توالى توافد الزوار على صالون الكتاب الدولي في طبعته ال18، يوم افتتاحه بعد مرور الساعات في اليوم الأوّل، بعدد كبير قدر بالمئات خصوصا على الجناح المركزي بقصر المعارض ”صفاكس”، الذي سيطر على جذب الزوار وشرائح مختلفة من الجمهور الجزائري، حيث لم تمر سوى سويعات قليلة، كما سبق ذكره، في بعض الأجنحة الخاصة ببعض دور النشر المتخصصة في الكتاب العلمي والمدرسي والتقني والديني، حيث عرفت إقبالا معتبرا كان بمثابة مؤشر إيجابي على ازدياد الجمهور يوما بعد يوم، خاصة في نهاية الأسبوع ”الجمعة والسبت” وهي أيام عطلة في الجزائر، حيث يرتقب أن يزيد العدد خلال هذين اليومين بخلاف الأيام الأسبوع الأخرى التي يعملون فيها. وتجدر الإشارة أنّ الإقبال قدر السنة الفارطة ب 1200000 زائر، أمّا في الطبعة ال18 الحالية التي تعرف مشاركة 44 دولة تمثلها 922 دار نشر، فقد عرفت إشراف الوزير الأوّل، عبد المالك سلال على افتتاحها الأربعاء الفارط، والذي قال حول مشروع قانون أنشطة الكتاب الذي يناقش خلال الدورة الخريفية الحالية للبرلمان من شأنه تعزيز شبكات توزيع الكتاب وجعله في متناول جميع المواطنين على كامل التراب الوطني.