أعلن الأمين العام بالنيابة للتجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، تزكية حزبه لترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة، وأكد أنه خيار لا تمليه أمزجة ولا أهواء، وأنه موقف ثابت لا يعتريه التردد أو المراهنة بالمجهول، وقال أن ”لأخ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أكبر من أن يكون مرشحا لحزب واحد”، داعيا إلى تقييم مرحلة حكمه قبل اقتراح البدائل في هذا الظرف الذي تستعد فيه الجزائر إلى دخول مرحلة جديدة. أكد عبد القادر بن صالح، خلال تجمع شعبي نظمه الأرندي بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بمناسبة ذكرى أول نوفمبر، أن التجمع الوطني الديمقراطي سيواصل دعم سياسة الرئيس بوتفليقة، لكن يضيف بن صالح ”أن القرار الأخير يعود للرئيس نفسه، لأنه ليست لنا وصاية على أحد، ولا يمكن لنا أن نملي على أياً كان مواقفه وأحكامه”، داعيا إلى ضرورة تقييم التجربة الحالية بكل إيجابياتها وسلبياتها قبل السعي إلى استحداث أطر وآليات جديدة للتسيير، وتابع أن الباب مفتوحا لأي مبادرة من شأنها ضمان الانفتاح على الأطراف التي تؤمن بتوجهات الرئيس ومضمون برامجه، للعمل معها من أجل وضع أرضية سياسية واضحة تتماشى مع المستجدات التي عرفتها وتعرفها الساحة الوطنية. وعن مواقف الأرندي الداعمة لسياسة الإصلاح منذ سنة 1999، قال الأمين العام بالنيابة للتجمع، أن حزبه لا يستورد أفكار غيره ولا يستثمر في مطالب شعبه، مشيرا إلى أن بوتفليقة ليس مرشح حزب واحد، في إشارة منه إلى حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان سباقا لإعلان ترشيحه، وأضاف أن ”الحزب كان داعما للإصلاحات التي بادر بها الرئيس..فلم يكن في يوم من الأيام ممن يركب القطار في المحطة ما قبل الأخيرة ويدعي بتصدر القافلة”، وهي الجملة التي طلب منه مناضلو الحزب تكرارها بعد أن فهموا أنه يقصد الأحزاب الفتية، وبخصوص رئاسيات 2014 التي أسالت الكثير من الحبر، أوضح المتحدث أن الحزب يعتبرها موعدا آخر من المواعيد المكرسة للشرعية واستحقاق يأتي في آجاله، مشددا أن”التجمع الوطني الديمقراطي لا يمكن له أن يحمل العصا من الوسط وخياراته تبقى ثابتة لا تمليها أمزجة أو أهواء”. وفي الشأن الحزبي، أكد بن صالح، أن الحزب بخير وتجاوز الأزمة، نافيا ما تم تداوله حول تراجعه وقال أن ”الجميع جانب الحقيقة وافتقر للتحليل السليم والموضوعية في المعالجة..لقد أخطأتم في الموقف واستعجلتم في استخلاص النتيجة”، وأشار إلى أن الأرندي يتأهب لاستكمال مراحل التحضير لعقد مؤتمره الرابع، داعيا المناضلين إلى الابتعاد عن الأحقاد وتغليب مصلحة الحزب. .... ويؤكد أن النظام المغربي متورط في الاعتداء على القنصلية الجزائرية واعتبر بن صالح، أن الإعتداء الذي طال القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء المغربية، وما تبعه من تدنيس للعلم الوطني، هو سلوك تحريضي من المملكة المغربية، وأشار إلى أنه تصرف تنقصه الرصانة والهدوء، تم اللجوء إليه للتغطية على المشاكل التي يتخبط فيها، وهو ما يعني الدخول في مرحلة جديدة غير محمودة العواقب. وحذر، بن صالح، على هامش اللقاء الذي جمعه بمناضلي حزبه في ولايات الوسط، المغرب من عواقب الحملات التصعيدية التي توجهها ضد الجزائر منذ أكثر من شهر، ووصف التصرفات المغربية ب”اللامسؤولة”، بعد اعتماد الرباط لهجة جديدة في الخطاب الرسمي السياسي ذات نبرة تحريضية، ”تلقتها الجزائر على أنها مجرد تبريرات لفشل المغرب في كسب القضية الصحراوية في ظل تطورها في المحافل الدولية”، وقال أن ”هذا ما جعل المسؤولين المغاربة يخرجون عن ما ألفنا سماعه منهم”، مضيفا أن هذا الخطاب ”تبعته كتابات وتصريحات ذهبت إلى حد المس بكرامتنا ووحدتنا الترابية وحدودنا الإقليمية”، وواصل أنه ”سمعنا بعض النغمات التي كانت تتردد في بداية الستينات”. وجزم المتحدث أن حادثة الإعتداء على القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء وإنزال العلم الوطني، لم تكن اعتباطية، ”بل جاء بتحريك من السلطة الحاكمة باعتبار أن العملية تمت على مرأى من رجال الأمن القائمين على حماية القنصلية”، موضحا أنه ”نتمنى أن يجبر الخطأ، وأن يتم وضع حد للحملات التصعيدية”، وواصل أن ”مصلحة الجميع تكمن في ترجيح العقل والمنطق لمعالجة المشاكل”، معتبرا أن السلوكات الصادرة عن النظام المغربي، ”القصد منها إلهاء الشعب المغربي عن واقعه غير المريح، والذي رأى أن التهجم على الجزائر أحسن طريقة لتحريك الشارع، ما يعني الدخول في مرحلة جديدة خطرة”، موجها نداء إلى المغرب أنه ”فكروا جيدا وراجعوا حساباتكم.. مشاكل المغرب ليست من الجزائر”.