انتقد الكاتب عمار بلخوجة، خلال عملية البيع بالتوقيع بجناح الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، لكتابه الذي يحمل عنوان ”علي الحمامي، 1902/ 1949”، دور الباحثين والمؤرخين وكذا الجامعات والمعاهد بعدم تسليط الضوء على شخصيات تاريخية ومثقفة ساهمت بشكل واضح في افتكاك الحرية من المستعمر، حيث لاتزال إلى غاية اليوم طي النسيان ولم ينفض عنها الغبار. في الصدد دعا الكاتب عمار خوجة، في حديث جمعه ب”الفجر”، أول أمس، بجناح الوكالة الوطنية للإشهار ”أناب” بالمعرض الدولي للكتاب ال18، الباحثين وطلبة المعاهد والجامعات الجزائرية لاسيما الدارسين للتاريخ وعلوم الاجتماع إلى الاهتمام بالرجل والرجل الثائر علي الحمامي ابن مدينة تيارت، الذي وافته المنية في كراتشيبباكستان خلال مهمة عمل سنة 1949، ضمن فعاليات مؤتمر إسلامي يتناول القضايا الاقتصادية والسياسية لبلدان العالم الإسلامي احتضنته باكستان في السنة نفسها، خصوصا بعد قلة الأعمال التي تكاد تنعدم، حيث لم يتم التطرق إلى هذه الشخصية السياسية والنضالية التي كانت من بين مؤسسي حزب نجم شمال أفريقيا وتناستها على حدّ تعبيره بينما برز آخرون فيها، إلا في عملين صدر الأول عن منشورات دحلب مذ سنوات. وبالتالي يجب - كما أشار - كشف مساره النضالي الطويل والمهم والتعريف به للجزائريين من الأجيال القادمة باعتباره ناضل في العزلة بعد أن تمّ نفيه إلى المشرق العربي. كما طالبهم بضرورة الاهتمام بمؤلفه الوحيد الذي تركه بعد وفاته والذي يحمل عنوان ”إدريس”، هو مؤلف غزير من 400 صفحة، ينضوي على عديد المواضيع في السياسية وعلم الاجتماع والثقافة والعلوم. وقال عمار بلخوجة في الصدد ذاته ”له مؤلف واحدة لكن غزير بالعلم ”ادريس” صدر سنة 1948، باللغة الفرنسية في القاهرة عن منشورات ليناغ آنذاك”، مشددا على أنّه عمل يستحق أن يكون منبع ومصدر علم الاجتماع واللغة الفرنسية، حيث لا بد من أن يستغل الكتاب في جميع المجالات”. وتجدر الإشارة إلى أنّ الكتاب المنجز حول ”علي الحمامي” يتناول مسيرته النضالية التي انطلقت في ريعان الشباب في عمر 18 سنة، أين كان بجد مثقف وموهوب المطالعة والقراءة وفي الوقت نفسه كان إنسانا وطنيا، التحق بثورة عبد الكريم الخطابي لمحاربة فرنسا والإسبان من أجل تحرير كافة منطقة المغرب العربي، كما التقى عدّة شخصيات كبيرة خلق فيها الرغبة في الدفاع عن قضايا الأمة، أبرزها القائد الفيتنامي هوشي منه ومكث معه أربعة أشهر، إلى جانب لقائه ب”عبد القادر عجلي” الذي يعدّ أول مؤسس لحزب شمال إفريقيا، أي سبق مصالي الحاج الذي تحدث عنه المؤرخون بأنّه قائد الحركة الوطنية وأول من أسس الحزب، وساهم مع علي الحمامي في تأسيس حزب نجم شمال إفريقيا، وشارك في عدّة مؤتمرات لتمثيل القضية الجزائرية أهمها بمؤتمر في موسكو. وفي الموضوع ذاته تنقل إلى أرجاء كثيرة من الوطن على غرار موسكو، جنيف، مدريد وغيرها، إلى أن وافته المنفية بكراتشي وهو عائد إلى الجزائر سنة 1949.