كشف الأسبوع الثقافي لولاية تيارت الذي احتضنته دار الثقافة محمد العيد آل خليفة وخليفة للمرة الأولى، عما تكتنزه الولاية من تراث ثقافي من خلال التعريف برموزها وشعرائها وشيوخها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن حضارة ما عاشت بهذه المنطقة وتركت بصماتها قبل أن ترحل، ذلك من خلال مواقعها الأثرية الشهيرة فكانت هذه المواقع والمعالم الأثرية عنوانا للصراع من أجل البقاء تعتبر تهرت أول دولة بالمغرب العربي الإسلامي مستقل عن الخلافة العباسية،ى وكان قدوم عبد الرحمن بن رستم إلى موضع تهرت في عام 760 للميلاد بعدما أن فرّ من القيروان، وبايعته القبائل المحلية بالإمامة، فأسس دولته الرستمية، واتخذ من تهرت عاصمة له، وذلك في سنة 160 ه /776 للميلاد، وتعر مدينة تهرت بأبوابها الأربعة وهي (باب الأندلس، باب المطاحن، باب المنازل وباب الصيّاد)، وتضم عدة منشآت، إلا أنه لم يبق منها إلا مسجد يقال له مسجد الإباضيين وحمّامات اكتشفها الباحث كادنا في عام 1958 . وقد عرفت مدينة تهرت بمواقعها الأثرية، نذكر منها موقع (كلمناطة)، وقد وقع التباس كبير حول تحديد هذا الموقع من قبل الباحثين حول كلمناطة سيدي الحسني وعين نكرية بتيسمسيلت، وفي نهاية المطاف قسمت كلمناطة إلى قسمين هما: (عين نكرية بكلمناطة "أ"، وسيدي الحسني بكلمناطة - ب-، الموقع تم اكتشافه من طرف الباحث الأركيولوجي (ب.كادنا p. CADENAT) على اثر الحفرية التي قام بها في منتصف الخمسينيات، وتتمثل في بقايا عثر عليها في مسبح مستطيل مبني بحجارة غير منحوتة وملاط، وشيدت درجاته بالآجر، كما توجد زخارف جدارية بكاف بوبكر، وهي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ بتيارت، وهي تبعد عن الدحموني بحوالي 10 كيلومتر، و04 كيلومتر عن قرية أولاد مزاب. ونقف على مركب مشرع "الصفا" ويقع مشرع الصفا بمنطقة الصوامع التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 06 كيلومتر، وعلى ضفاف وادي مينا يضم دولمات وبازينات وتلال جنائزية، تعود إلى القرن الأول من العهد القديم،، أمام أضرحة ألأجداد فهي تعد من المباني والمعالم الجنائزية القديمة، تنتشر فوق جبال فرندة ومدروسة على بعد 15 كلم شرق تيارت، تضم هذه المعالم الجنائزية 13 ضريحا موزعة في شكل مجموعات، 03 أضرحة منها تقع في الناجية الشمالية فوق قمم جبل لخضر وهي الأكثر قدما وألأكبر حجما، والباقي توجد بجبل لعراوي.. يؤكد المؤرخون أن هذه المعالم الجنائزية بناها ملوك البربر الذين سيطروا على قبائل المنطقة، بعد أن أزاحوا الاستيطان الروماني عنها، وتمكنوا من تأسيس مملكتهم المسماة مملكة "الونشرييس" التي تعود إلى القرن الخامس الميلادي، كما نقف على موقع اثري آخر يقال له موقع عين سبيبة، ولهذا الموقع ألف حكاية ورواية. من المغارة.. كتب ابن خلدون "مقدمته" الشهيرة ما تتميز به مدينة تيارت (تهرت) هووجود مغارات كان العلامة والمؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون يقضي فيها أوقات الكتابة، وتقع هذه المغارات ضمن قلعة بني سلامة، كانت تابعة لإمارة بني توجين، ثم أخذها الزيانيون، وكان العلامة والمؤرخ العربي عبد الرحمن ابن خلدون يأوي إليها فارا من الأوضاع السياسية المتردية في عصره، لتكون خلوة لكتابة "مقدمته" الشهيرة، كما كانت بداية استقراره بقلعة بني سلامة في افريل من عام 1375، وبقي هناك قرابة ثلاث سنوات قبل أن يرحل الى تونس في أكتوبر 1378، ويبلغ عدد هذه المغارات أربعة تتوزع على مساحة صخرية، بها غرف والملاحظ أن مخطط هذه المغارات هو وجود بعض تقاليد المسكن الإسلامي. اختاره فرحات عباس ليكون ممثلا له.. علي الحمّامي الرجل الذي عاش من أجل المغرب العربي علي الحمامي من مواليد سنة 1902 بتيارت، نزلت عائلته بالإسكندرية (مصر) واستقرت فيها حتى مات والديه في القرن العشرين، فرحل هوإلى المغرب، وأقام بمدينة "طنجة"، وشارك الشعب المغربي كفاحه ضد المستعمر الفرنسي على غرار الأمير عبد المالك ابن الأمير عبد القادر، وعبد الكريم الخطابي، ولما سافر إلى باريس في سنة 1923 التقى علي الحمامي مع المناضلين الجزائريين من مؤسس الحركة الوطنية، فصار مستهدفا من قبل القوات الفرنسية، فسافر على رأس بعثة علمية إلى موسكوعام 1924، والتقى بالزعيم هوشي مينة، ثم أقام ببغداد من 1937 إلى 1947، بعد أن زار كل البلدان، وعمل مدرسا، كاتبا في الصحف للتعريف بقضية المغرب العربي والجزائر، لتكون وجهته إلى العراق، أين تعرف على الشيخ عبد العزيز الثعالبي ( الجزائري) مؤسس الحزب الدستوري التونسي. وفي عام 1949، كلفه رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس لتمثيل حزبه في المؤتمر الأول الاقتصادي الإسلامي بكراتشي باكستان وكانت نشاطاته تنديدا بالإمبراطوريات الاستعمارية، ولكن القدر كان أقوى منه، حيث توفي يوم 12 ديسمبر 1949 وهوعائد من المؤتمر حيث تحطمت الطائرة التي كانت تقله ورفاقه محمد بن عبود مفوض المغرب، وحبيب تامر مفوض تونس، نقل جثمانه إلى مدينة الجزائر ودفن بمقبرة سيدي أمحمد في الفاتح من جانفي 1950، وسط مجموعة كبيرة من رموز الفكر الإصلاحي يتقدمهم الشيخ البشير الإبراهيمي، العربي التبسي، العباس بن الحسين، أحمد بوشمال، فرحات عباس وابنه الشيخ الإبراهيمي. الشيخ محمد بن طيبة التهرتي رائد الشعر الصوفي يعتبر الشاعر بكر بن حمّاد التهرتي أول شاعر جزائري، وعرف برسائله التي كان يتبادلها مع الشاعر أبوالطيب المتنبي، غير أننا نقف مع الشاعر محمد بن طيبة، رائد الشعر الصوفي، وهومن مواليد 16 جوان 1898 بأولاد " دفلتن" الركمة ولاية غليزان، ونشا وترعرع بعرش الشحامة بمغيلة ولاية تيارت ( تهرت)، أين التحق بزاويتها، ثم انتقل بعدها إلى زاوية سيدي عابد المعروفة باسم سيدي الحسنين ثم زاوية الحاج عبد القادر بن مسعودة( بتا قدمت)، وبعدها إلى زاوية بن تكوك بولاية مستغانم، ثم زاوية مولاي الطيب لوهران، تعلم الشيح محمد بن طيبة الشعر على يد محمد بن مختار الخالدي، وحفظ قصائد كثيرة، وبقي يكتب ويحفظ الشعر ويتردد على الزوايا إلى أن توفي في 14 ديسمبر 1984 بتيارت عن عمر يناهز ال 86 سنة.