ما العيب في أن يترشح الروائي الجزائري ذو الصيت العالمي في سباق الرئاسيات المقبلة؟ ألم يكن مطلبنا دائما رئيسا مثقفا واسع الاطلاع حتى يعطي للثقافة والفكر مكانتهما؟! لا أدري إن كان محمد مولسهول وهو اسمه الحقيقي هو الرئيس الذي يحلم به الجزائريون؟ فقد عرف عن الرجل خشونة في تعامله مع الآخر، وعكس إحساسه المرهف في كتاباته، وقدرته على تصوير أكثر المواقف تعقيدا، ونقل بإبداع معاناته كطفل وشاب من شباب الجزائر سنوات السبعينيات، بصورة جعلت جيلا كاملا يحس أنه بطل من أبطال رواياته خاصة في كتابه الذي هو عبارة عن سيرة ذاتية “الكاتب” الذي صور معاناته ومعاناة أسرته، بعد أن انفصل والده عنهم، وتركهم لقمة سائغة للفقر والمعاناة. كتب لي صديق صحفي هذه الرسالة عن مدير المركز الثقافي الجزائري بباريس ياسمينة خضرا، يقول إنه “خلال تغطيتها لحفل “الشعبي بأصوات نسائية” أقيم بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، اقتربت صحفية قناة “فرانس 24” وهي من جنسية لبنانية من ياسمينة خضرا بصفته مديرا للمركز، للحصول على تعليق منه على الحفل، فكان رد المدير جافا ورفض التحدث إليها، وحين ألحت عليه في الطلب، وبعد توسط من منسق الحفل لها، قبل التعليق على ألا تقدمه بصفته مديرا للمركز وإنما بصفته كاتبا”. إلى هنا الحكاية عادية، لكن ما هو غير عادي أن “الصحفية لما طلبت من ياسمينة خضرا إن كان بإمكانه أن يحصل لها على صور من التلفزيون الجزائري لمقطع من أغنية للحاج العنقا لاستعمالها في التقرير، رد عليها خضرا بحدة بأنه لا علاقة له بالجزائر ولا بالتفزيون الجزائري حتى يطلب منه هذا؟”. ليست هذه أول حكاية تنقل عن حدة طباع الرجل، وتبرؤه من كل ما هو جزائري، فقد سبق وصرح أنه أكثر شهرة من الرئيس بوتفليقة نفسه. فهل لأنه أكثر شهرة من بوتفليقة أراد أن يتولى حكم الجزائر، التي قال إنه لا علاقة له بها؟! ثم كيف لرجل يتبرأ من وطن علمه وأكرمه بمركز مثل المركز الثقافي الجزائري بباريس، أن يكون رئيسا محبا لبلده وشعبه وأن يثق فيه الجزائريون ويولونه أمرهم، أم أن للرجل هو الآخر حسابات يريد تصفيتها مع البلاد؟! كان حري بياسمينة خضرا أن يعالج عقده النفسية بعيدا عنا، فليس كل الجزائريين نسخة من والده! فياسمينة خضرا الإنسان لا يشبه في شيء الكاتب ذي الأسلوب الراقي واللغة الجميلة الذي نقرأ له بكثير من المتعة. فالذي لا علاقة له بالجزائر، لا علاقة لنا به ولا علاقة للجزائر به أيضا!؟