ناشد قاطنو حي 200 مسكن وعدد من الأحياء المجاورة بالشراعبة التابعة لبلدية الكاليتوس بالعاصمة، الجهات المسؤولة عن قطاع الصحة، التدخل العاجل لحل المشكل الذي تسبب في حرمان مرضاهم من تلقي المتابعة الطبية بقاعة العلاج الوحيدة المتوفرة بمنطقتهم، حيث تشير أصابع الاتهام للمسؤول عن تسيير هذه المؤسسة الاستشفائية في التسبب بغلقها وحرمان المرضى من العلاج، بسبب تدفق مياه الصرف الصحي إلى خارج المستوصف نتيجة أعطاب لحقت بالقنوات. أبدى سكان حي 200 مسكن والأحياء المجاورة له، على غرار أحياء سيدي أمبارك، والنخلة والسعادلية امتعاضهم وغضبهم الشديد من غلق قاعة العلاج الوحيدة بالمنطقة، والسبب هو عطب طال قنوات الصرف الصحي للقاعة وتسبب في تدفق المياه القذرة منها وانتشارها إلى حد بلوغ مدخل المستوصف، حيث تجمعت هناك مياه الصرف متسببة في انتشار الروائح الكريهة، ناهيك عن غلق القاعة في وجه المرضى الذين لم يجدوا لهم من سبيل للعلاج في المؤسسات الاستشفائية المجاورة بسبب الاكتظاظ، حيث أكدت إحدى المريضات الذين التقت بهم ”الفجر” وهن في رحلة بحث عن مستوصف يقبل علاجها، أنها تدور على جميع قاعات العلاج المتوفرة بمنطقة الشراعبة طلبا لتلقي العلاج لكنها تعود أدراجها بسبب عدم انتمائها للأحياء التي تختص بها هذه العيادات الطبية، قائلة أنه في كل مرة يرون عنوانها يقولون ”اذهبي إلى قاعة العلاج المتوفرة بحيكم أنت لست ضمن اختصاصنا”. وهذا ما أكده عدد من المرضى الذين تعرضوا لذات الموقف ممن قصدوا قاعة العلاج بحي الأمير عبد القادر، الجمهورية، وحتى العيادة المتعددة التخصصات بحي الدالية، غير معترفين بالمشكل الذي يعانيه مرضى حي 200 مسكن وما جاوره بعد غلق قاعة العلاج الخاصة بهم. عمليات تنظيف تسبب كارثة بالقاعة.. تعود حيثيات غلق هذا المستوصف الذي حرم المرضى من تلقي العلاج به، إلى عمليات التنظيف التي يقوم بها سكان العمارة التي تعلوه، باعتبار أن قاعة العلاج مشيدة بقبو البناية، حيث تتسبب هذه العملية في كل مرة بانسداد قنوات الصرف الصحي وتدفقها داخل المستوصف. وغالبا ما يتكرر هذا المشكل منذ أن افتتحت قاعة العلاج بالمنطقة العام 2009. ولكن المسؤولة السابقة عن تسيير هذه المؤسسات الاستشفائية بالمقاطعة كانت تسارع لتسوية المشكل من خلال الاتصال بمصالح بلدية الكاليتوس لإرسال عمال ”أسروت” لإصلاح العطب، وكان الأمر يتم على هذا النحو - حسب مصادر قريبة - لكن بعد رحيل هذه المسؤولة وتولي الطبيب المنسق بين المؤسسات الاستشفائية ببلدية الكاليتوس، التي تضم كل من العيادة المتعددة التخصصات بحي الدالية، وقاعات العلاج بكل من حي الأمير وحي200 مسكن بالشراعبة وأخرى بمنطقة الجمهورية، تفاقم هذا المشكل أسبوعا نهاية شهر سبتمبر قبيل حلول عيد الضحى، بسبب تقاعس هذا المسؤول، حسب اتهامات وجهت له من أهل الاختصاص من داخل قطاع الصحة بالتقصير في تسيير هذا القطاع بالمنطقة منذ قدومه أواخر العام 2010، حيث غير عددا من الطاقم الطبي لقاعة العلاج 200 مسكن مقر عملهم، إلى جانب رفضه تسوية مشكل قنوات الصرف الصحي المتكررة الحدوث بين فترة وأخرى.. ليحرم بذلك سكان المنطقة من فرصة العلاج بمستوصفهم.. من جهتهم المعنيون بالعلاج بهذه القاعة تأسفوا لغلقها وحرمانهم من العلاج، حيث كانت تتوفر على طبيب عام، وآخر مختص في طب الأسنان، وكذا طبيبة قابلة، وطبيب نفساني وممرضين، مؤكدين أن فرحتهم بفتح مثل هذه المرافق الصحية التي كانت منطقة الشراعبة بأمس الحاجة إليها لم تكتمل، حيث ما لبثت أن أقفلت أبوابها في وجه المرضى بعد مرور أربع سنوات من فتحها فقط، ولأسباب غير مقنعة، مطالبين الجهات الوصية بإرسال لجنة تحقيق في الأمر لمعالجة المشكل من أساسه.