أشار المخرج المسرحي أحمد خودي إلى وجود أزمة في المسرح الأمازيغي تتعلق أساسا بالنقص المسجل على مستوى كتابة النصوص باللغة الأمازيغية، حيث تعتمد على الترجمة والاقتباس من المسارح الأجنبية مما جعل على حدّ تعبيره العروض تكون شبه غائبة عن ركوح المسارح الوطنية والجهوية، وإن تم تقديمها فإنّه يقتصر بالدرجة الأولى على مشاركتها في مختلف المهرجانات الخاصة بالفن الرابع بالجزائر. كشف مخرج مسرحية “ثروي ثبروي” أحمد خودي في حديث جمعه ب”الفجر”، على هامش الندوة الصحفية الني نشطها، الأربعاء الماضي، بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، بخصوص عمله الجديد، بأنّ مجمل ما ينتج من مسرحيات باللغة الأمازيغية في الجزائر من طرف المسارح الجهوية، يعتبر قليلا إذا ما قورن بالعروض المقدمة بالعربية. وأضاف المتحدث بأنّ النصوص المسرحية الأمازيغية المتواجدة اليوم تعدّ على رؤوس الأصابع تم إنجازها وكتابة معظمها في السنوات الفارطة من طرف ثلة من رموز المسرح الأمازيغي الجزائري، على غرار الراحل محند أويحي المشهور باسم “موحيا”، الذي سعى طوال سنوات اشتغاله في الفن الرابع على ترجمة واقتباس العديد من النصوص المسرحية الأجنبية العالمية إلى الأمازيغية، بهدف ترقية وتطوير المسرح الأمازيغي وجعله في مصاف المسارح العربية والعالمية. كما أشرف على عدّة ملتقيات وورشات تكوينية في مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي لدراسة ونقاش واقع المسرح الناطق بالأمازيغية، وغيرها من النشاطات التي قام بها بهذا الخصوص. وأشار أحمد خودي، في معرض حديثه، بأنّ قلة إنتاج وكتابة النصوص بهذه اللغة فتح الباب أمام الاقتباس والترجمة على غرار مسرحية “سي برتوف” المقتبسة من نص تارتيف للكاتب الشهير موليير. وفي السياق لم يخف المتحدث قيمة وأهمية الاقتباس والترجمة قائلا “يعتبران بمثابة نافذة لتحقيق إطلالة على ما ينتج في الغرب من كتابات مسرحية متنوعة ومختلفة المواضيع، حيث يسمحان لنا باكتشاف الموروث والتراث الإنساني العالمي الذي يختلف عن تراثنا وحضارتنا، إذ نستمد منه تجاربنا وننجز من خلاله أعمالنا”. وأكدّ أحمد خودي بخصوص مسرحيته المعنونة ب”ثروي ثبروي” المقتبسة من طرف ناصر موحاش عن نص “تخريف ثنائي” للكاتب يوجين يونسكو، بأنّها تحكي قصة زوجين يعيشان حالة من الشجار الدائم منذ زواجهما ولأسباب تافهة ولا معنى لها، حيث يدور حوار ثنائي بينهما يكشف مع مضي الأحداث ماضيهما التعيس انطلاقا من أحلام خائبة وحياة مفعمة بالكراهية والحقد. يذكر أنّ المسرحية يشارك فيها كل من الممثلين نبيلة إبراهيم، عبد النور يسعد، قاسي شابي ومصطفى نايت علي، فيما أنجز السينورغافيا مراد بوشمير.