عبر معتقلان جزائريان بسجن غوانتاناموالأمريكية، عن رفضهما العودة للجزائر خوفا من تجنيدهما بالقوة من قبل الجماعات الإرهابية، أو قتلهما في حالة الرفض، زيادة على مخاوف أخرى متصلة بتعرضهم للتعذيب من قبل السلطات العمومية، حيث قام محامي أحد المتهمين بجهود لدى وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون والسفارة الجزائرية لمنع ترحيلهما. حسب الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، فإنه من المنتظر إعادة المعتقلين للجزائر بحر الأسبوع الجاري، غير أن الجهود التي يقوم بها المحامي قد تؤدي إلى إرجاء عملية ترحيل بلقاسم بسايح، 51 سنة، وجمال مزيان، 46 سنة، حيث قام بتدخل لدى وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع ”البنتاغون”، للتأثير والحصول على إذن بعدم ترحيل المعتقلين، كما قام أيضا بالتدخل لدى سفارة الجزائربواشنطن من أجل اقناعها بالأمر. واستند محامي المعتقلين على معاهدة مكافحة التعذيب التي وقعت عليها واشنطن، والتي التزمت بها، من خلال منع نقل أو ترحيل أشخاص يواجهون خطر التعذيب ببلدانهم الأصلية. وقال تود بريسيل، لوكالة فرانس برس، إن ”الولايات المتحدة تطبق بدقة التزامها بعدم نقل معتقلين إلى بلدان تعتقد أنهم قد يتعرضون فيها للتعذيب، وتجري تقييما جديا لكل مخاطر سوء معاملة واضطهاد قبل اتخاذ أي قرار”. وفي حين تجري مناقشة رفع القيود عن عمليات نقل السجناء من غوانتانامو، يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى تسريع عمليات إعادتهم إلى بلدانهم ليتمكن يوما من إغلاق السجن الذي ما يزال يقبع فيه 164 معتقل. ويرفض بن سايح، وجمال أمزيان، منذ فترة طويلة إعادتهما إلى الجزائر، ”البلد الوحيد المسموح له بموجب القانون الأمريكي، استقبال مواطنيه المعتقلين في غوانتانامو”، كما قال المحامي، حيث يفضل المتهم الاول بلقاسم بسايح، العودة للبوسنة حيث تم اعتقاله أول مرة سنة 2002، فيما طلب أمزيان الذي أقام في النمساوكندا، العودة إلى كندا، منذ أن أعلنت إدارة الرئيس السابق جورج بوش في 2007 أنه سيفرج عنه. ويتخوف بن سايح بلقاسم، استنادا إلى نص الرسالة الإلكترونية التي حصلت فرانس برس على نسخة منها، من تجنيده بالقوة من قبل لجماعات الإرهابي، ”لأنهم على دراية باعتقاله في غوانتانامو”، وأنه ”يخشى أن يهاجموه وحتى أن يقتلوه إذا لم يشاطرهم قضيتهم”.