استفاد اتحاد العاصمة كثيرا من فوزه من خارج الديار، وهذا أمام أمل الأربعاء، وأحرز ثلاث نقاط مكنته من اعتلاء الصدارة بمفرده، بقي متشبثا بذلك المركز مستغلا تعادل الرائدين السابقين وفاق سطيف وشبيبة القبائل، تعادلات جعلت النقاط الثلاث تزداد قيمتها بعد انتهاء مباريات مساء أول أمس، إذ بات الفريق على أهبة الاستعداد للتنافس على اللقب الشتوي الذي لم يعد بعيد المنال، بما أن أبناء فيلود حاليا يتواجدون لمفردهم في صدارة الترتيب. ولم يكن تعادل الوفاق أمام جاره مولودية العلمة وشبيبة القبائل فوق أرضية ميدانه، وأمام مولودية بجاية وشباب قسنطينة أمام الشلف النتائج الوحيدة التي خدمت الاتحاد، فحتى خسارة أمل الأربعاء كانت مفيدة جدا حتى من الناحية المعنوية، فمفاجأة الموسم أمل الأربعاء خسر أمام الاتحاد وهو قاهر الرواد، لكن مع الاتحاد كان كلاما آخر، وعليه فإن كل نتائج يوم السبت صبت في صالح نادي ”سوسطارة” الذي نصب نفسه رائعا، ولسوء حظه أن الرائدين السابقين وفاق سطيف وشبيبة القبائل بنقطة فوق أرضية ميدانها وكان اليوم أصحاب الزي الأحمر والأسود روادا بمفردهم. وإذا كان العلمة وكذا بجاية قد يخدمان نفسيهما بما أنها استفاد من نقاط ثمينة وساهما في انفراد اتحاد العاصمة بالصدارة، فإن ما فعله العلمة في الجولة قبل الماضية وخاصة ما فعله بجاية في هذه الجولة يعتبر خدمة جليلة منهما للاتحاد، حيث أوقفا مسيرة الشبيبة وكذا الوفاق على التوالي المتعثرين فوق أرضية ميدانهما الذي كان يراه الكثير من المتتبعين أكبر المتنافسين على اللقب الشتوي أولا، ولقب الموسم ككل ثانيا، لكنه دخل مرحلة فراغ حصد فيها نقطة واحدة من مباراتين، وهو الأمر الذي جعله يتدحرج إلى المركز الثاني وبالتالي ترك المرتبة الأولى لصالح سوسطارة التي تحتل الصدارة بمفردها. 13 نقطة متتالية توحي بأنه يملك ثوب البطل واستطاع أصحاب الزي الأحمر والأسود أن يحرزوا فوزا جديدا يضاف إلى الانتصارين المتتاليين المحققين في الجولتين الأخيرتين أمام كل من شباب عين فكرون داخل الديار ومولودية وهران على ملعب هذا الأخير، وبذلك يكون الاتحاد قد استطاع أن يصل إلى المباراة الرابعة دون هزيمة، حيث سبق له أن تعادل في الشلف أمام الجمعية المحلية قبل الانتصارات الثلاثة، وهو ما يعني أنه أحرز عشر نقاط متتالية، والأكثر من هذا أنه وصل إلى قمة هرم الترتيب مع فوز بلوزداد وكذا الفوز الأخير بالأربعاء بملعب البليدة، وضع النادي العاصمي بمفرده في الصدارة. وتأتي نتائج الاتحاد بالأرقام لتبرهن للجميع أنه في طريقه لتسجيل عودة قوية وتنافس أشد، حيث وبالإضافة إلى النقاط العشر المحرزة، نجد نتائج رائعة في الخط الدفاعي، فآخر مرة اهتزت فيها شباك نادي ”سوسطارة” كانت في العلمة بهدف وحيد، وبعدها حافظ زماموش على نظافة شباكه في ثلاث مباريات متتالية، قبل أن يستلم المشعل معزوزي الذي وُفّق في أول جولة، وحافظ على نظافة الشباك من جديد، وبالمقابل سجل الهجوم خمسة أهداف في خمس مباريات، أي بمعدل هدف في كل جولة باحتساب الأهدف الأخير لقاسمي أمام الأربعاء والذي منح الفوز للنادي. فيلود فاز بالرهان رغم خوف الجميع من تغييراته الكثيرة وكانت الإدارة قد تخلت في وقت سابق عن المدرب ”كوربيس” وسلمت مفاتيح الفريق مؤقتا للمدرب المساعد بلال دزيري، هذا الأخير استطاع أن يقود الفريق إلى برّ الأمان بفوز في وهران، فوز أعاد الهدوء إلى البيت العاصمي، ومكنه من استغلال فترة توقف البطولة أحسن استغلال، قبل أن يستأنف المنافسة الرّسمية بفوز رائع، وعلى ضوء هذه المعطيات فإن المدرب الجديد ”فيلود” يكون قد برهن على أنه يملك المستوى الذي يؤهله لكي يكون في الموعد ويحقق الأهم، يأتي هذا بعدما دخل الفريق في وتيرة عمل ”كوربيس” الذي رغم مستواه العالي إلا أنه كان لا بد من رحيله ليأتي فيلود ويضيف الفوز الثاني له على التوالي منذ تويله العارضة الفنية، وضع الفريق بمفرده في الصدارة. أطراف عديدة توقعت سقوط الاتحاد أمام أمل الأربعاء الفريق الذي قهر الفرق الكبيرة، خاصة وأن الأمر يتعلق بمدرب جديد يلعب ثاني لقاء رسمي له، وما زاد من توقعات هؤلاء بأن الاتحاد لن يستطيع تحقيق الفوز، التغييرات التي قام بها المدرب الجديد، فقد أبعد لاعبين كانوا قد أحرزوا الفوز في وهران، وأعاد آخرين كانوا في قائمة المغضوب عليهم، لكن رد الجميع من لاعبين عائدين ومدرب جديد كان قويا بالنتيجة والأداء وفي ”داربي” محلي كان مفتوحا على كل الاحتمالات، وكذلك في اللقاء الأخير أمام الأربعاء عندما نجح في اختياراته وفاز بثاني لقاء له مع النادي.