عادت روح الفنان وعميد الأغنية الأندلسية المرحوم الصادق بجاوي، إلى جو التذكر والاحتفاء، في افتتاح الطبعة السابعة لمهرجان الموسيقى الأندلسية ”الصنعة”، بقاعة ابن زيدون برياض الفتح بالعاصمة، وسط حضور رسمي مثلته وزيرة الثقافة خليدة تومي وعائلة الراحل التي تمّ تكريمها في هذا الحدث الوطني، وعدد معتبر من الجمهور العاصمي وعشاق النوبة الأصيلة. المهرجان السابع للموسيقى الأندلسية ”الصنعة” الذي انطلق أول أمس، ويستمر إلى غاية ىال10 من الشهر الجاري، فضلّ أن يحتفي بواحد من عمالقة الموسيقى الأندلسية في الجزائر الراحل الصادق بجاوي، من خلال تكريم عائلته من طرف وزيرة الثقافة، وتأدية الجمعيتين الفنيتين للعاصمة وبجاية حفلا ساهرا بالمناسبة، حيث قدّمت الجمعية الموسيقية الجزائرية ”الموصلية” والجمعية الثقافية ”أحباب الشيخ صادق البجاوي” باقة من تراث الموسيقى الأندلسية، مستحضرة كلمات رائعة أدّاها الراحل في أغانيه على غرار ”يا زوار بجاية” التي وصفت جمال عاصمة الحماديين التي تعدّ مهد جمعية ”أحباب الصادق بجاوي”. كما قدمت الجمعية بقيادة عبد الوهاب أوساي نوبة رمل ماية وأدّت أغاني أندلسية مثل ”حرمت بك نعاسي” و”سلطان الملاح” وأخرى. وقد صرّحت محافظة المهرجان كريمة شتوت في الندوة التي نشطتها الثلاثاء الماضي بالمعهد العالي للموسيقى بالعاصمة، أنّ الطبعة السابعة تعرف خصوصيتين، هما تكريم الفنان الصادق بجاوي اعترافا لخدمته الجليلة في ميدان الموسيقى الأندلسية ومؤسس المدرسة الأندلسية بعاصمة الحماديين، إضافة إلى تنظيم مسابقة لاختيار أحسن الفرق والأصوات المؤدية للموسيقى الأندلسية والمشاركة في الحدث، حيث تتنافس جميعها على جائزة المهرجان الكبرى وهي جديد الدورة بعد أن كانت هناك جوائز أولى لأحسنها، مع مشاركة هذه السنة الفرق المتوجة بالجوائز الأولى في الطبعات الماضية. مضيفة أنّه تم تخصيص معرض فني خاص باللباس والآلات الموسيقية التي كان يستعملها الراحل في حفلاته ويؤدي بها أغانيه، حيث يستمر على مدار أيام المهرجان. وفي الصدد يأتي تكريم الصادق بجاوي اعترافا بما قدمه من نوتات وإرث لفن الموسيقى الأندلسية في الجزائر، لاسيما مدرسة ”الصنعة”. كما يجمع بين عدة بين الموسيقى والتلحين وكتابة الكلمات مستلهما أعماله من السجل الثري للشعر الوطني القديم، حيث ساهم بعد الاستقلال في تأسيس مدرسة ”الصنعة” ببجاية بهدف تكوين موسيقيين في هذا اللون الفني الأندلسي، تاركا بصمات لا تمحى من خلال إرث قدرّ ب200 عمل فني. من جهة أخرى تعتبر جمعية ”أحباب الصادق بجاوي”، التي يقودها ابنه، واحدة من الجمعيات العريقة في الموسيقى الأندلسية تهتم بموسيقى ”الصنعة”، على غرار مدارس تلمسان وقسنطينة، شاركت في مهرجان مختلفة داخل وخارج الوطن. يذكر أنّ الطبعة السابعة، حسبما أكدّته المحافظة كريمة شتوت تعرف مشاركة 8 فرق موسيقية هي الغرناطية من القليعة، ابن باجة من مستغانم، الجنادية من بوفاريك، القيصرية من شرشال، الفنون الجميلة من العاصمة، العمراوية من تيزي وزو، الرشيدية من معسكر ، و”قرطبة” من العاصمة، ليسدل ستار السابعة بصوت بهجة رحال ونصر الدين شاولي. وتتخلل التظاهرة تقديم ندوتين خلال اليوم الثاني والرابع، بالمعهد العالي للموسيقى. يقدم الأولى الباحث في علم الموسيقى صالح بوكلي حسان حول ”دراسة مقارنة بين مدرستي العاصمة وتلمسان، نقاط التشابه والاختلاف”. أما الثانية بعنوان ”الشيخ الصادق البجاوي، الأستاذ الكبير للموسيقى الكلاسيكية الجزائرية”، يقدمها ناصر الدين بغدادي، مدير الأرشيف بالإذاعة وباحث في علم الموسيقى.