قال المخرج والناقد السينمائي أحمد بجاوي، إنّ مهندسي ثورة نوفمبر 54، أعطوا أهمية قصوى لمجال الإعلام من خلال مدى تأثير الصورة والصوت من خلال شاشات التلفزيون في نقل الأحداث وتصوير الحقائق للشعب الجزائري والرأي العام العالمي، معتبرا إياها بمثابة معركة إعلامية حقيقية بين الجزائروفرنسا، وأنّ الفوز بها ضروري من أجل إبراز بشاعة المستعمر الفرنسي ضد الجزائريين. أكدّ السينمائي الجزائر أحمد بجاوي، في لقاء نشطه أول، أمس، بقصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة بمناسبة الاحتفال بذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960، حول ”السينما في المظاهرات الشعبية”، أن حزب جبهة التحرير الوطني اعتمد على عنصرين مهمين هما ”الصوت والصورة”، أوالصورة والرسالة، في نقل مظاهرات 11 ديسمبر التي احتضنتها مختلف المدن الجزائرية إلى العالم. وأضاف المتحدث بجاوي أنّ المظاهرات الشعبية في 11 ديسمبر 1960 عكست مدى اهتمام ووقوف الشعب الجزائري حول قادته وحول الثورة التي انطلقت شرارتها في ليلة الفاتح من نوفمبر 54، وبالتالي - على حدّ تعبيره - بأنّ هذا الالتفاف استطاع إبطال الدعايات المغرضة والحملات الإعلامية الشرسة التي كانت تقوم بها فرنسا من أجل القضاء على الثورة الجزائرية وقتل أحلام الشعب. وأشار أحمد بجاوي، في السياق، إلى أنّ من بين أهم الأسماء الإعلامية التي كانت احد العوامل في تصحيح صورة ما يحدث في الجزائر، نجد امحمد يزيد ولمين بشيشي ولمين دباغين وبيار شولي وسارج ميشال، الذين أكدّ بخصوصهم بجاوي أنهم كانوا من بين الذين استوعبوا وفهموا الأهمية الملحة للإعلام في تحقيق الانتصارات العسكرية، باعتبارهم من جهة أخرى خططوا ونفذوا ”إستراتيجية اتصال محكمة”. كما أوضح أن السينما لعب أيضا دورها من خلال إسهام كل من جمال شندرلي وروني فوتييه، اللذين أخرجا أفلاما حية عن كفاح الجزائريين، قبل أن يذكر بأن الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي، قد تعاطف مع القضية الجزائرية وتطرق للمقاومة الجزائرية بعد بث على القناة التلفزيونية الأمريكية ”سي.بي.آس” روبورتاجات مصورة حول الثورة الجزائرية أخرجها صحفي أمريكي، بعد أن دعاه عبد الحفيظ بوالصوف إلى زيارة المجاهدين في معاقلهم بالجبال. وفي السياق ذاته أشار المتحدث أن الصورة التي دخلت بيوت العالم أجمع كانت أصدق تعبير عمّا يجري في الجزائر من مقاومة ونضال ضد المستعمر الفرنسي، حيث أبرزت الشهيد العربي بن مهيدي، وهو مكبل اليدين ويبتسم بعد ساعات من التعذيب الذي سلط عليه، إذ تعدّ - حسب قوله - أفضل تجسيد لمقاومة ولإستراتيجية اتصال لم تفهمها فرنسا الاستعمارية التي فضلت مواجهتها بلغة الحرب، وهو ما أفشلها. يذكر أنّ الناقد بجاوي أحمد بعد نهاية اللقاء وقع كتابه الموسوم ”صور ووجوه في قلب معركة تلمسان”، وهو العمل الصادر العام الفارط عن منشورات الشهاب.